responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 400

400

(1) - و فجعتني به و قد اشتد لفراقه حزني حتى تقوس لذلك ظهري و عظمت به مصيبتي مع مصائب تتابعت علي فمن علي بتخلية سبيله و إطلاقه من حبسك و طيب لنا القمح و أسمح لنا في السعر و أوف لنا الكيل و عجل سراح آل إبراهيم قال فمضوا بكتابه حتى دخلوا على يوسف في دار الملك و «قََالُوا يََا أَيُّهَا اَلْعَزِيزُ مَسَّنََا وَ أَهْلَنَا اَلضُّرُّ» إلى آخر الآية و تصدق علينا بأخينا ابن يامين و هذا كتاب أبينا يعقوب إليك في أمره‌ يسألك تخلية سبيله فمن به علينا فأخذ يوسف كتاب يعقوب و قبله و وضع على عينيه و بكى و انتحب حتى بلت دموعه القميص الذي عليه ثم أقبل عليهم و} «قََالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مََا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ» و معناه أنه قال لهم هل علمتم ما فعلتم بيوسف من إذلاله و إبعاده عن أبيه و إلقائه في البئر و الاجتماع على قتله و بيعه بثمن وكس و ما فعلتم بأخيه من إفراده عن يوسف و التفريق بينهما حتى صار ذليلا فيما بينكم لا يكلمكم إلا كما يكلم الذليل العزيز و إنما لم يذكر أباه يعقوب مع عظم ما دخل عليه من الغم لفراقه تعظيما له و رفعا من قدره و علما أن ذلك كان بلاء له ليزداد به علو الدرجة و رفعة المنزلة عند الله تعالى قال ابن الأنباري هذا استفهام يعني به تعظيم القصة و معناه ما أعظم ما ارتكبتم و ما أقبح ما أتيتم من قطيعة الرحم و تضييع حقه كما يقول الرجل هل تدري من عصيت و في هذه الآية مصداق قوله‌ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هََذََا وَ هُمْ لاََ يَشْعُرُونَ و قوله «إِذْ أَنْتُمْ جََاهِلُونَ» أي صبيان عن ابن عباس و قيل شبان عن الحسن و معناه فعلتم ذلك حين كنتم جاهلين جاهلية الصبي في عنفوان الشباب حين يغلب على الإنسان الجهل و لم ينسبهم إلى الجهل في حال الخطاب لأنهم‌ كانوا تائبين نادمين في تلك الحال و كان هذا تلقينا لهم لما يعتذرون به إليه و هذا هو الغاية في الكرم إذ صفح عنهم و لقنهم وجه العذر و} «قََالُوا أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ » قيل أن يوسف لما قال لهم هل علمتم الآية تبسم فلما أبصروا ثناياه و كانت كاللؤلؤ المنظوم شبهوه بيوسف و «قََالُوا» له «أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ » عن ابن عباس و قيل رفع التاج عن رأسه فعرفوه «قََالَ أَنَا يُوسُفُ » أظهر الاسم و لم يقل أنا هو تعظيما لما وقع به من ظلم إخوته فكأنه قال أنا المظلوم المستحل منه المحرم المراد قتله فكفى ظهور الاسم من هذه المعاني عن ابن الأنباري قال و لهذا قال «وَ هََذََا أَخِي» لأن قصده و هذا المظلوم كظلمي «قَدْ مَنَّ اَللََّهُ عَلَيْنََا» بالاجتماع بعد طول الفرقة و قيل من الله علينا بكل خير في الدنيا و الآخرة «إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ» أي يتق الله «وَ يَصْبِرْ» على المصائب و عن المعاصي «فَإِنَّ اَللََّهَ لاََ يُضِيعُ أَجْرَ اَلْمُحْسِنِينَ» أي أجر من كان هذا حاله و الضياع ذهاب الشي‌ء من غير عوض‌} «قََالُوا تَاللََّهِ» أي أقسموا بالله سبحانه «لَقَدْ آثَرَكَ اَللََّهُ عَلَيْنََا» أي فضلك و اختارك الله علينا بالحلم و العلم و العقل و الحسن و الملك «وَ إِنْ كُنََّا لَخََاطِئِينَ» أي ما كنا إلا مخطئين آثمين فيما فعلنا و هذا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست