responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 40

40

(1) - اَلْأَحْبََارِ وَ اَلرُّهْبََانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوََالَ اَلنََّاسِ بِالْبََاطِلِ» أي يأخذون الرشى على الحكم عن الحسن و الجبائي و أكل المال بالباطل تملكه من الجهات التي يحرم منها أخذه إلا أنه لما كان معظم التصرف و التملك للأكل وضع الأكل موضع ذلك و قيل إن معناه يأكلون متاع أموال الناس من الطعام فكأنهم يأكلون الأموال لأنها ثمن المأكول كما قال الشاعر:

ذر الآكلين الماء لوما فما أرى # ينالون خيرا بعد أكلهم الماء

أي ثمن الماء «وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اَللََّهِ» أي يمنعون غيرهم عن اتباع الإسلام الذي هو سبيل الله التي دعاهم إلى سلوكها و عن اتباع محمد ص «وَ اَلَّذِينَ يَكْنِزُونَ اَلذَّهَبَ وَ اَلْفِضَّةَ وَ لاََ يُنْفِقُونَهََا فِي سَبِيلِ اَللََّهِ» أي يجمعون المال و لا يؤدون زكاته‌ فقد روي عن النبي ص أنه قال كل ما لم تؤد زكاته فهو كنز و إن كان ظاهرا و كل مال أديت زكاته فليس بكنز و إن كان مدفونا في الأرض‌ و به قال ابن عباس و الحسن و الشعبي و السدي قال الجبائي و هو إجماع و روي عن علي (ع) ما زاد على أربعة آلاف فهو كنز أدي زكاته أو لم يؤد و ما دونها فهو نفقة و تقدير الآية و الذين يكنزون الذهب و لا ينفقونه في سبيل الله و يكنزون الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فحذف المعطوف من الأول لدلالة الثاني عليه كما حذف المفعول في الثاني لدلالة الأول عليه في قوله‌ «وَ اَلذََّاكِرِينَ اَللََّهَ كَثِيراً وَ اَلذََّاكِرََاتِ» و تقديره و الذاكرات الله و أكثر المفسرين على أن قوله «وَ اَلَّذِينَ يَكْنِزُونَ» على الاستئناف و أن المراد بذلك مانعوا الزكاة من هذه الأمة و قيل إنه معطوف على ما قبله و الأولى أن يكون محمولا على العموم في الفريقين «فَبَشِّرْهُمْ بِعَذََابٍ أَلِيمٍ» أي أخبرهم بعذاب موجع و روى سالم بن أبي الجعد أن رسول الله ص لما نزلت هذه الآية قال تبا للذهب تبا للفضة يكررها ثلاثا فشق ذلك على أصحابه فسأله عمر فقال يا رسول الله أي المال نتخذ فقال لسانا ذاكرا و قلبا شاكرا و زوجة مؤمنة تعين أحدكم على دينه‌ «يَوْمَ يُحْمى‌ََ عَلَيْهََا فِي نََارِ جَهَنَّمَ» أي يوقد على الكنوز أو على الذهب و الفضة في نار جهنم حتى تصير نارا «فَتُكْوى‌ََ بِهََا» أي بتلك الكنوز المحماة و الأموال التي منعوا حق الله فيها بأعيانها «جِبََاهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ» و إنما خص هذه الأعضاء لأنها معظم البدن و كان أبو ذر الغفاري يقول بشر الكانزين بكي في الجباه و كي في الجنوب و كي في الظهور حتى يلتقي الحر في أجوافهم و في هذا المعنى الذي أشار إليه أبو ذر خصت هذه المواضع بالكي لأن داخلها جوف بخلاف اليد و الرجل و قيل إنما خصت هذه المواضع بالعذاب لأن الجبهة محل الوسم لظهورها و الجنب محل الألم و الظهر محل الحدود و قيل لأن الجبهة محل السجود فلم تقم فيه بحقه و الجنب يقابل القلب الذي لم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست