responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 394

(1) - يجوز أن تكلمه القرية و العير على وجه خرق العادة و إنما قالوا ذلك لأنهم كانوا أهل تهمة عند يعقوب «وَ إِنََّا لَصََادِقُونَ» فيما أخبرناك به‌} «قََالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً» هاهنا حذف كثير يدل الحال عليه تقديره فلما رجعوا إلى أبيهم و قصوا عليه القصة بطولها قال لهم ما عندي أن الأمر على ما تقولونه بل سولت لكم أنفسكم أمرا فيما أظن «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ» أي فأمري صبر جميل لا جزع منه «عَسَى اَللََّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً» أي عسى الله أن يأتيني بيوسف و ابن يامين و روبيل أو شمعون أو لاوي أو يهوذا «إِنَّهُ هُوَ اَلْعَلِيمُ» بعباده «اَلْحَكِيمُ» في تدبير الخلق‌} «وَ تَوَلََّى عَنْهُمْ» أي انصرف و أعرض عنهم بشدة الحزن لما بلغه خبر حبس ابن يامين و هاج ذلك وجده بيوسف لأنه كان يتسلى به «وَ قََالَ يََا أَسَفى‌ََ عَلى‌ََ يُوسُفَ » أي يا طول حزني على يوسف عن ابن عباس و روي عن سعيد بن جبير أنه قال لقد أعطيت هذه الأمة عند المصيبة ما لم يعط الأنبياء قبلهم‌ إِنََّا لِلََّهِ وَ إِنََّا إِلَيْهِ رََاجِعُونَ و لو أعطيها الأنبياء لأعطيها يعقوب إذ يقول «يََا أَسَفى‌ََ عَلى‌ََ يُوسُفَ وَ اِبْيَضَّتْ عَيْنََاهُ مِنَ اَلْحُزْنِ» و البكاء و لما كان البكاء من أجل الحزن أضاف بياض البصر إليه و سئل الصادق (ع) ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف قال‌ حزن سبعين حرى ثكلى قيل كيف و قد أخبر أنه يرد عليه فقال أنسى ذلك‌ و قيل إنه عمي ست سنين عن مقاتل و قيل إنه أشرف على العمى فكان لا يرى إلا شيئا يسيرا «فَهُوَ كَظِيمٌ» و الكظيم هاهنا بمعنى الكاظم و هو المملوء من الهم و الحزن الممسك للغيظ لا يشكوه لأهل زمانه و لا يظهره بلسانه و لذلك لقب موسى بن جعفر (ع) الكاظم لكثرة ما كان يتجرع من الغيظ و الغم طول أيام خلافته لأبيه في ذات الله تعالى و قال ابن عباس و هو المغموم المكروب‌} «قََالُوا» أي قال ولد يعقوب لأبيهم «تَاللََّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ » أي لا تزال تذكر يوسف «حَتََّى تَكُونَ حَرَضاً» أي دنفا فاسد العقل عن ابن عباس و ابن إسحاق و قيل قريبا من الموت عن مجاهد و قيل هرما باليا عن قتادة و الضحاك «أَوْ تَكُونَ مِنَ اَلْهََالِكِينَ» أي الميتين و إنما قالوا ذلك إشفاقا عليه و تعطفا و رحمة له و قيل إنهم قالوا ذلك تبرما ببكائه إذ تنغص عيشهم بذلك‌} «قََالَ» يعقوب في جوابهم «إِنَّمََا أَشْكُوا بَثِّي» أي همي عن ابن عباس و قيل حاجتي عن الحسن «وَ حُزْنِي إِلَى اَللََّهِ» المعنى إنما أشكو حزني و حاجتي و اختلال حالي و انتشارها إلي الله في ظلم الليالي و أوقات خلواتي لا إليكم و قيل البث ما أبداه و الحزن ما أخفاه و روي عن النبي ص أن جبرائيل أتاه فقال يا يعقوب إن الله يقرأ عليك السلم و يقول أبشر و ليفرح قلبك فو عزتي لو كانا ميتين لنشرتهما لك اصنع طعاما للمساكين فإن أحب عبادي إلي المساكين‌ أ و تدري لم أذهبت بصرك و قوست ظهرك لأنكم ذبحتم شاة و أتاكم مسكين و هو صائم فلم تطعموه شيئا فكان يعقوب بعد ذلك إذا أراد الغذاء أمر مناديا ينادي ألا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست