responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 38

(1) - الإيجاب جحدا و لو جاز ذلك على أن يكون فيه طرف من الجحد لجاز كرهت إلا أخاك مثل أبيت إلا أن أبيت الحذف مستعمل معها.

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عن هؤلاء الكفار من اليهود و النصارى أنهم «يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اَللََّهِ» و هو القرآن و الإسلام عن أكثر المفسرين و قيل نور الله الدلالة و البرهان لأنهما يهتدى بهما كما يهتدى بالأنوار عن الجبائي قال و لما سمى سبحانه الحجج و البراهين أنوارا سمي معارضتهم لذلك إطفاء ثم قال «بِأَفْوََاهِهِمْ» لأن الإطفاء يكون بالأفواه و هو النفخ و هذا من عجيب البيان مع ما فيه من تصغير شأنهم و تضعيف كيدهم لأن الفم يؤثر في الأنوار الضعيفة دون الأقباس العظيمة «وَ يَأْبَى اَللََّهُ إِلاََّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ» معناه و يمنع الله إلا أن يظهر أمر القرآن و أمر الإسلام‌ و حجته على التمام و أصل الإباء المنع و الامتناع دون الكراهية على ما ادعته المجبرة و لهذا تقول العرب فلان يأبى الضيم و هو أبي الضيم و لا مدحة في كراهية الضيم لأنه يستوي فيه القوي و الضعيف و إنما المدحة في الامتناع أو المنع منه «وَ لَوْ كَرِهَ اَلْكََافِرُونَ» أي على كره من الكافرين‌} «هُوَ اَلَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ» محمدا و حمله الرسالات التي يؤديها إلى أمته «بِالْهُدى‌ََ» أي بالحجج و البينات و الدلائل و البراهين «وَ دِينِ اَلْحَقِّ» و هو الإسلام و ما تضمنه من الشرائع التي يستحق عليها الجزاء بالثواب و كل دين سواه باطل يستحق به العقاب «لِيُظْهِرَهُ عَلَى اَلدِّينِ كُلِّهِ» معناه ليعلي دين الإسلام على جميع الأديان بالحجة و الغلبة و القهر لها حتى لا يبقى على وجه الأرض دين إلا مغلوبا و لا يغلب أحد أهل الإسلام بالحجة و هم يغلبون أهل سائر الأديان بالحجة و أما الظهور بالغلبة فهو أن كل طائفة من المسلمين قد غلبوا على ناحية من نواحي أهل الشرك و لحقهم قهر من جهتهم و قيل أراد عند نزول عيسى بن مريم لا يبقى أهل دين إلا أسلم أو أدى الجزية عن الضحاك و قال أبو جعفر (ع) إن ذلك يكون عند خروج المهدي من آل محمد فلا يبقى أحد إلا أقر بمحمد

و هو قول السدي و قال الكلبي لا يبقى دين إلا ظهر عليه الإسلام و سيكون ذلك و لم يكن بعد و لا تقوم الساعة حتى يكون ذلك و قال المقداد بن الأسود سمعت رسول الله ص يقول لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر و لا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام إما بعز عزيز و إما بذل ذليل إما يعزهم فيجعلهم الله من أهله فيعزوا به و إما يذلهم فيدينون له‌ و قيل إن الهاء في «لِيُظْهِرَهُ» عائدة إلى الرسول ص أي ليعلمه الله الأديان كلها حتى لا يخفى عليه شي‌ء منها عن ابن عباس «وَ لَوْ كَرِهَ اَلْمُشْرِكُونَ» أي و إن كرهوا هذا الدين فإن الله يظهره رغما لهم.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست