responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 367

(1) -

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عن إخراج يوسف من السجن فقال «وَ قََالَ اَلْمَلِكُ اِئْتُونِي بِهِ» و في الكلام حذف يدل ظاهره عليه و هو فلما رجع صاحب الشراب و هو رسول الملك إلى الملك بجواب يوسف و تعبيره رؤياه «قََالَ اَلْمَلِكُ اِئْتُونِي بِهِ» أي بيوسف الذي عبر رؤياي «فَلَمََّا جََاءَهُ اَلرَّسُولُ» أي لما جاء يوسف رسول الملك فقال له أجب الملك أبى يوسف أن يخرج مع الرسول حتى تبين براءته مما قذف به و «قََالَ» للرسول «اِرْجِعْ إِلى‌ََ رَبِّكَ» أي سيدك و هو الملك «فَسْئَلْهُ مََا بََالُ اَلنِّسْوَةِ» أي ما حالهن و ما شأنهن و المعنى فاسأل الملك أن يتعرف حال النسوة «اَللاََّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ» ليعلم صحة براءتي و لم يفرد امرأة العزيز بالذكر حسن عشرة منه و رعاية أدب لكونها زوجة الملك أو زوجة خليفة الملك فخلطها بالنسوة و قيل أنه أرادهن دونها لأنهن الشاهدات له عليها أ لا ترى أنها قالت الآن حصحص الحق و هذا يدل على أن النسوة كن ادعين عليه نحو ما ادعته امرأة العزيز قال ابن عباس لو خرج يوسف يومئذ قبل أن يعلم الملك بشأنه ما زالت في نفس العزيز منه حالة يقول هذا الذي راود امرأتي و قيل أشفق يوسف من أن يراه الملك بعين مشكوك في أمره متهم بفاحشة فأحب أن يراه بعد أن يزول عن قلبه ما كان فيه و روي عن النبي ص أنه قال لقد عجبت من يوسف و كرمه و صبره و الله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف و السمان و لو كنت مكانه ما أخبرتهم حتى أشترط أن يخرجوني من السجن و لقد عجبت من يوسف و صبره و كرمه و الله يغفر له حين أتاه الرسول فقال ارجع إلى ربك و لو كنت مكانه و لبثت في السجن ما لبث لأسرعت الإجابة و بادرتهم الباب و ما ابتغيت العذر إنه كان لحليما ذا أناة «إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ» أي إن الله عالم بكيدهن قادر على إظهار براءتي و قال إن سيدي الذي هو العزيز عليم بكيدهن استشهده فيما علم من حاله عن أبي مسلم و الأول هو الوجه‌} «قََالَ مََا خَطْبُكُنَّ إِذْ رََاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ» معناه أن الرسول رجع إلى الملك و أخبره بما قاله يوسف (ع) فأرسل إلى النسوةو دعاهن و قال لهن ما شأنكن و ما أمركن إذا طلبتن يوسف عن نفسه و دعوتنه إلى أنفسكن «قُلْنَ حََاشَ لِلََّهِ مََا عَلِمْنََا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ» هذه كلمة تنزيه أي نزهن يوسف مما اتهم به فقلن معاذ الله و عياذا بالله من هذا الأمر و ما علمنا عليه من سوء و خيانة و ما فعل شيئا مما نسب إليه و اعترفن ببراءته و بأنه حبس مظلوما «قََالَتِ اِمْرَأَةُ اَلْعَزِيزِ اَلْآنَ حَصْحَصَ اَلْحَقُّ» أي ظهر و تبين و حصل على أمكن وجوهه عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و كان معناه انقطع الحق عن الباطل بظهوره و بيانه «أَنَا رََاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَ إِنَّهُ لَمِنَ اَلصََّادِقِينَ» في قوله‌ هِيَ رََاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي اعترفت بالكذب على نفسها فيما اتهم يوسف به و إنما حملها على الصدق انقطاع طمعها منه فجمع الله ليوسف في إظهار براءته و نزاهته عما قذف به بين الشهادة و الإقرار حتى لا يبقى موضع شك‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 367
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست