responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 354

(1) - إليه و لا يجوز أن يراد السجن الذي هو المكان و إن عني به السجن الذي هو المصدر فإن السجن معصية كما أن ما دعونه إليه معصية فلا يجوز أن يريده‌ فالجواب أنه لم يرد المحبة التي هي الإرادة و إنما أراد أن ذلك أخف علي و أسهل و وجه آخر أن المعنى لو كان مما أريده لكان إرادتي له أشد و قيل إن معناه توطيني النفس على السجن أحب إلى من توطيني النفس على الزنا عن أبي علي الجبائي «وَ إِلاََّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ» بألطافك لأن كيدهن قد وقع و حصل «أَصْبُ إِلَيْهِنَّ» أمل إليهن أو إلى قولهن بهواي و الصبوة لطافة الهوى «وَ أَكُنْ مِنَ اَلْجََاهِلِينَ» أي المستحقين لصفة الذم بالجهل و قيل معناه أكن بمنزلة الجاهلين في فعلي «فَاسْتَجََابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ» أي فأجاب له ربه فيما دعاه فعصمه من مكرهن فإن قيل ما معنى سؤال يوسف اللطف من الله و هو عالم بأن الله يفعله لا محالة فالجواب أنه يجوز أن تتعلق المصلحة بالألطاف عند الدعاء المجدد و متى قيل كيف علم أنه لو لا اللطف لركب الفاحشة و إذا وجد اللطف امتنع قلنا لما وجد في نفسه من الشهوة و علم أنه لو لا لطف الله لارتكب القبيح و علم أن الله سبحانه يعصم أنبياءه بالألطاف و أن من لا يكون له لطف لا يبعثه الله نبيا قال الجبائي في الآية دلالة على جواز الدعاء بما يعلم الله تعالى أنه يكون لأن يوسف كان عالما بأنه إن كان له لطف فلا بد أن يكون الله يفعل ذلك به و مع هذا سأله ذلك و لا تدل الآية على ما قاله لما قلناه من أنه يجوز أن يكون سأله لتجويزه أن يكون له لطف عند الدعاء و لو لم يدع لم يكن ذلك لطفا فما سأل إلا ما جوز أن لا يكون لو لم يدع «إِنَّهُ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ» أي السميع لدعاء الداعي العليم بإخلاصه في دعائه و بما يصلحه من الإجابة أو يفسده‌} «ثُمَّ بَدََا لَهُمْ» أي ظهر لهم «مِنْ بَعْدِ مََا رَأَوُا اَلْآيََاتِ» و إنما لم يقل لهن مع تقدم ذكر النسوة لأنه أراد به الملك و قيل أراد به زليخا و أعوانها فغلب المذكر و أراد بالآيات العلامات الدالة على براءة يوسف و هي قد القميص من دبره و جز الأيدي عن قتادة و غيره و قيل يريد بالآيات العلامات الدالة على الإياس منه و قوله «بَدََا» فاعله مضمر و تقديره ثم بدا لهم بداء «لَيَسْجُنُنَّهُ حَتََّى حِينٍ» و دل ليسجننه عليه فإن السجن هو الذي بدا لهم قال السدي و ذلك أن المرأة قالت لزوجها إن هذا العبد قد فضحني في الناس من حيث إنه يخبرهم أني راودته عن نفسه و لست أطيق أن أعتذر بعذري فأما أن تأذن لي فأخرج و أعتذر و إما أن تحبسه كما حبستني فحبسه بعد علمه ببراءته و قيل إن الغرض من الحبس أن يظهر للناس أن الذنب كان له لأنه إنما يحبس المجرم و قيل كان الحبس قريبا منها فأرادت أن يكون بقربها حتى إذا أشرفت عليه رأته و قوله «حَتََّى حِينٍ» قيل إلى سبع سنين عن عكرمة و قيل إلى خمس سنين عن الكلبي و قيل إلى وقت ينسى حديث المرأة معه و ينقطع فيه عن الناس خبره عن الجبائي .

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست