responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 353

(1) - من شبه البشر لفرط جماله و يدل على هذا سياق الآية «مََا هََذََا بَشَراً إِنْ هََذََا إِلاََّ مَلَكٌ كَرِيمٌ» أي رفع الله منزلته عن منزلة البشر فنعوذ بالله أن نقول إنه بشر و معناه أنه منزه أن يكون بشرا و ليس صورته صورة البشر و لا خلقته خلقة البشر و لكنه ملك كريم لحسنه و لطافته و روي عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله ص و هو يصف يوسف حين رآه في السماء الثانية رأيت رجلا صورته صورة القمر ليلة البدر قلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك يوسف و قيل معناه ليس هذا إلا ملك كريم في عفته قال الجبائي و هذا يدل‌ على أن الملك أفضل من بني آدم لأنهن ذكرن من هو في نهاية الفضل و لم ينكر الله تعالى ذلك عليهن و هذا من ركيك الاستدلال لأنه سبحانه إنما حكى عن النساء إعظامهن ليوسف حين رأين جماله و بعده عن السوء فشبهنه بالملك و لم يقصدن كثرة الثواب الذي هو حقيقة الفضل و إنما لم ينكره سبحانه عليهن لأنه علم أنهن لم يقصدن في كلامهن ما حمله عليه الجبائي على أن الظاهر يقتضي أنهن نفين أن يكون يوسف من البشر و قطعن على أنه ملك و هذا كذب و لم ينكره الله سبحانه عليهن لما علم من أنهن يقصدن بذلك تشبيه حاله بحال الملائكة} «قََالَتْ» امرأة العزيز للنسوة التي عذلنها على محبتها ليوسف «فَذََلِكُنَّ اَلَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ» أي هذا هو ذلك الذي لمتنني في أمره و في حبه و شعفي به جعلت إعظامهن إياه عذرا لها و المعنى هذا الذي أصابكن في رؤيته مرة واحدة ما أصابكن من ذهاب العقل فكيف عذلتنني في حبي إياه و أنا أنظر إليه آناء ليلي و نهاري ثم اعترفت ببراءة يوسف و أقرت على نفسها فقالت «وَ لَقَدْ رََاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ» أي امتنع عنه و قيل معناه امتنع بالله و سأله العصمة من فعل القبيح و في هذا دلالة على أن يوسف لم يقع منه قبح ثم توعدته بإيقاع المكروه به إن لم يطعها فيما تدعوه إليه فقالت‌ «وَ لَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مََا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَ لَيَكُوناً مِنَ اَلصََّاغِرِينَ» أي و إن لم يجبني إلى ما أدعوه إليه ليحبس في السجن و ليكون من الأذلاء فلما رأى يوسف إصرارها على ذلك و تهديدها له اختار السجن على المعصية ف} «قََالَ رَبِّ اَلسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمََّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ» معناه يا رب إن السجن أحب إلي و أسهل علي مما يدعونني إليه من الفاحشة و في هذا دلالة على أن النسوة دعونه إلى مثل ما دعته إليه امرأة العزيز و في حديث أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين (ع) أن النسوة لما خرجن من عندها أرسلت كل واحدة منهن إلى يوسف سرا من صاحبته تسأله الزيارة و قيل إنهن قلن له أطع مولاتك و اقض حاجتها فإنها المظلومة و أنت ظالم و قيل إنهن لما رأين يوسف استأذن امرأة العزيز بأن تخلو كل واحدة منهن به و تدعوه إلى ما أرادته منه إلى طاعتها فلما خلون به دعته كل واحدة منهن إلى نفسها فلذلك قال مما يدعونني إليه و يسأل فيقال كيف قال يوسف السجن أحب إلى مما يدعونني‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست