responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 352

(1) - و لا يجوز أن يكون ليسجننه في موضع الفاعل لأن الجملة لا تكون فاعلا.

ـ

المعنى‌

ثم ذكر سبحانه شياع هذه القصة فقال «وَ قََالَ نِسْوَةٌ فِي اَلْمَدِينَةِ» أي جماعة من النساء في المصر الذي كان فيه الملك و زوجته و يوسف «اِمْرَأَتُ اَلْعَزِيزِ تُرََاوِدُ فَتََاهََا عَنْ نَفْسِهِ» أي امرأة العزيز تدعو مملوكها إلى نفسها ليفجر بها «قَدْ شَغَفَهََا حُبًّا» أي أحبته حبا دخل شغاف قلبها «إِنََّا لَنَرََاهََا فِي ضَلاََلٍ مُبِينٍ» أي في خطإ بين و ذهاب عن طريق الرشد بدعائها مملوكها إلى الفجور بها قال الكلبي هن أربع نسوة امرأة ساقي الملك و امرأة الخباز و امرأة صاحب الدواب و امرأة صاحب السجن و قال مقاتل كن خمسا و زاد امرأة الحاجب‌ «فَلَمََّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ» أي لما سمعت المرأة بتعييرهن إياها و قصدهن إشاعة أمرها و سماه مكرا لأن قصدهن من هذا القول كان أن تريهن يوسف لما وصف لهن من حسنه فخالف ظاهر الكلام باطنه فسمي ذلك مكرا و قيل لأنها أظهرت لهن حبها إياه و استكتمتهن ذلك فأظهرنه فسمي ذلك مكرا «أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ» فاستضافتهن قال وهب اتخذت مأدبة و دعت أربعين امرأة منهن «وَ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً» أي و أعدت لهن وسائد يتكين عليها عن ابن عباس و الاتكاء الميل إلى أحد الشقين و قيل أراد بقوله «مُتَّكَأً» الطعام من قول العرب اتكأنا عند فلان أي أطعمنا عنده و أصله أن من دعي إلى طعام يعد له المتكأ فيسمى الطعام متكأ على الاستعارة و قال الضحاك كان ذلك الطعام الزماورد و قال عكرمة هو كل ما يجز بالسكين لأنه يؤكل في الغالب على متكإ و قال سعيد بن جبير أنه كل طعام و شراب على عمومه و به قال الحسن و أما المتك فقد قيل فيه أنه الأترج على ما تقدم بيانه و قال السدي بل هو المجلس و كل شي‌ء يجز بالسكين يقال له متك «وَ آتَتْ كُلَّ وََاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً» أي و أعطت كل واحدة من تلك النسوة سكينا لتقطع به الفواكه و الأترج على ما هو العادة بين الناس «وَ قََالَتِ اُخْرُجْ عَلَيْهِنَّ» أي و قالت امرأة الملك ليوسف (ع) و كانت قد أجلسته غير مجلسهن فأمرته بالخروج عليهن في هيأته إما للخدمة و إما للسلام أو ليرينه و لم يكن يتهيأ له أن لا يخرج لأنه بمنزلة العبد لها عن الزجاج «فَلَمََّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ» أي أعظمنه و تحيرن في جماله‌ إذ كان كالقمر ليلة البدر «وَ قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ» بتلك السكاكين على جهة الخطإ بدل قطع الفواكه فما أحسسن إلا بالدم و لم يجدن ألم القطع لإشغال قلوبهن بيوسف (ع) عن مجاهد و المعنى جرحن أيديهن و هذا مستعمل في الكلام تقول للرجل قد قطعت يدي تريد قد خدشتها و قيل إنهن ابن أيديهن حتى ألقينها عن قتادة «وَ قُلْنَ حََاشَ لِلََّهِ» و حاشى لله أي صار يوسف في حشا أي ناحية مما قذف به أي لم يلابسه و المعنى بعد يوسف عن هذا الذي رمى به الله أي لخوفه و مراقبته أمر الله هذا قول أكثر المفسرين قالوا هذا تنزيه ليوسف عما رمته به امرأة العزيز و قال آخرون هذا تنزيه له‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست