responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 344

(1) - تعالى و إنما يتعلق القبح بالمشتهي و قد روي هذا التأويل عن الحسن قال أما همها فكان أخبث الهم و أما همه فما طبع عليه الرجال من شهوة النساء و روى الضحاك عن ابن عباس أنه قال همها القصد و همه أنه تمناها أن تكون زوجة له و على هذا الوجه فيجب أن يكون قوله «لَوْ لاََ أَنْ رَأى‌ََ بُرْهََانَ رَبِّهِ» متعلقا بمحذوف أيضا كأنه قال لو لا أن رأى برهان ربه لعزم أو فعل (سؤال) قالوا إن قوله «وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهََا» خرجا مخرجا واحدا فلم جعلتهم همها به متعلقا بالقبيح و همه بها متعلقا بغير القبيح و جوابه أن الظاهر لا يدل على ما تعلق به الهم ففيهما جميعا و إنما أثبتنا همها به متعلقا بالقبيح لشهادة القرآن و الآثار به و لأنها ممن يجوز عليه فعل القبيح و الشاهد لذلك من الكتاب قوله وَ رََاوَدَتْهُ اَلَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهََا عَنْ نَفْسِهِ و قوله‌ وَ قََالَ نِسْوَةٌ فِي اَلْمَدِينَةِ اِمْرَأَتُ اَلْعَزِيزِ تُرََاوِدُ فَتََاهََا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهََا حُبًّا إِنََّا لَنَرََاهََا فِي ضَلاََلٍ مُبِينٍ و قوله حكاية عنها اَلْآنَ حَصْحَصَ اَلْحَقُّ أَنَا رََاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَ إِنَّهُ لَمِنَ اَلصََّادِقِينَ وَ لَقَدْ رََاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ و الشاهد من الآثار إجماع المفسرين على أنها همت بالمعصية و الفاحشة و أما يوسف ع فقد دلت الأدلة العقلية التي لا يتطرق إليها الاحتمال و المجاز على أنه لا يجوز أن يفعل القبيح و لا يعزم عليه فأما الشاهد من القرآن على أنه ما هم بالفاحشة فقوله سبحانه «كَذََلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ اَلسُّوءَ وَ اَلْفَحْشََاءَ» و قوله‌ ذََلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ و غير ذلك من قوله‌ قُلْنَ حََاشَ لِلََّهِ مََا عَلِمْنََا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ و العزم على الفاحشة من أكبر السوء و أما الفرقة الأخرى فإنهم قالوا فيه ما لا يجوز نسبته إلى الأنبياء فقال بعضهم إنه قعد بين رجليها و حل تكة سراويله و قال بعضهم حل السراويل حتى بلغ الثنن و جلس منها مجلس الرجل من امرأته و قد نزهه الله سبحانه عن ذلك كله بقوله «كَذََلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ اَلسُّوءَ وَ اَلْفَحْشََاءَ» و أمثال ذلك مما عددناه فأما البرهان الذي رآه فقد اختلف فيه على وجوه (أحدها) أنه حجة الله‌سبحانه في تحريم الزنا و العلم بالعذاب الذي يستحقه الزاني عن محمد بن كعب و الجبائي (و ثانيها) أنه ما آتاه الله سبحانه من آداب الأنبياء و أخلاق الأصفياء في العفاف و صيانة النفس عن الأدناس عن أبي مسلم (و ثالثها) أنه النبوة المانعة من ارتكاب الفواحش و الحكمة الصارفة عن القبائح روي ذلك عن الصادق (ع) (و رابعها) أنه كان في البيت صنم فألقت المرأة عليه ثوبا فقال (ع) أن كنت تستحين من الصنم فأنا أحق أن أستحي من الواحد القهار عن علي بن الحسين زين العابدين (ع) (و خامسها) أنه اللطف الذي لطف الله تعالى به في تلك الحال أو قبلها فاختار عنده الامتناع عن المعاصي و هو ما يقتضي كونه معصوما لأن العصمة هي اللطف الذي يختار عنده التنزه عن القبائح و الامتناع من فعلها و يجوز أن يكون الرؤية هاهنا بمعنى العلم كما يجوز أن يكون بمعنى الإدراك فأما ما ذكر في البرهان من الأشياء

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست