responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 342

(1) -

و فضل مرداسا على الناس جملة # و إن كل هم همه فهو فاعله‌

و منها خطور الشي‌ء بالبال و إن لم يقع العزم عليه كقوله‌ «إِذْ هَمَّتْ طََائِفَتََانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلاََ وَ اَللََّهُ وَلِيُّهُمََا» يعني أن الفشل خطر ببالهم و لو كان الهم هاهنا عزما لما كان الله وليهما لأن العزم على المعصية معصية و لا يجوز أن يكون الله ولي من عزم على الفرار عن نصرة نبيه (ع) و يقوي ذلك قول كعب بن زهير :

فكم فيهم من فارس متوسع # و من فاعل للخير إن هم أو عزم‌

ففرق بين الهم و العزم و منها أن يكون بمعنى المقاربة قالوا هم فلان أن يفعل كذا أي كاد يفعله قال ذو الرمة :

أقول لمسعود بجرعاء مالك # و قد هم دمعي أن تلج أوائله‌

و الدمع لا يجوز عليه العزم و معناه كاد و قارب و قال أبو الأسود الدئلي :

و كنت متى تهمم يمينك مرة # لتفعل خيرا تقتفيها شمالكا

و على هذا جاء قوله‌ جِدََاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ أي يكاد و قال الحارثي :

يريد الرمح صدر أبي براء # و يرغب عن دماء بني عقيل

و منها الشهوة و نيل الطباع يقول القائل فيما يشتهيه و يميل طبعه إليه هذا أهم الأشياء إلي و في ضده ليس هذا من همي و إذا كانت معاني الهم في اللغة مختلفة يجب‌ أن ينفي عن نبي الله يوسف (ع) ما لا يليق به و هو العزم على القبيح لأن الدليل قد دل على أن الأنبياء لا يجوز المعاصي و القبائح عليهم و أجزنا عليهم ما سواه من معاني الهم لأن كل واحد من ذلك يليق بحاله .

المعنى‌

«وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهََا لَوْ لاََ أَنْ رَأى‌ََ بُرْهََانَ رَبِّهِ» اختلف العلماء فيه على قولين (أحدهما) أنه لم يوجد من يوسف ذنب كبير و لا صغير (و الآخر) أنه وجد منه العزم على القبيح ثم انصرف عنه فأما الأولون فإنهم اختلفوا في تأويل الآية على وجوه (أحدها) أن الهم في ظاهر الآية قد تعلق بما لا يصح تعلق العزم به على الحقيقة لأنه قال «وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهََا» فعلق الهم بهما و ذاتاهما لا يجوز أن يرادا و يعزم عليهما لأن الموجود الباقي لا يصح أن يراد و يعزم عليه فإذا حملنا الهم في الآية على العزم فلا بد من تقدير أمر

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست