نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 5 صفحه : 317
(1) - مما يكون انتصابه على أنه قائم مقام المصدر فالمعنى نبين لك أحسن تبيين و أحسن إيضاح «بِمََا أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ» أي بوحينا إليك «هََذَا اَلْقُرْآنَ » و دخلت الباء لتبيين القصص إذ القصص تكون قرآنا و غير القرآن و القصص هاهنا بوحي القرآن و قيل إنما سمي القرآن أحسن القصص لأنه بلغ النهاية في الفصاحة و حسن المعاني و عذوبة الألفاظ مع التلاؤم المنافي للتنافر و التشاكل بين المقاطع و الفواصل و قيل لأنه ذكر فيه أخبار الأمم الماضية و أخبار الكائنات الآتية و جميع ما يحتاج إليه العباد إلى يوم القيامة بأعذب لفظ و تهذيب في أحسن نظم و ترتيب و قيل أراد بأحسن القصص قصة يوسف وحدها لأنها تتضمن من الفوائد و النكت و الغرائب ما لا يتضمنه غيرها و لأنها تمتد امتداد لا يمتد غيرها مثله و قوله «أَحْسَنَ اَلْقَصَصِ» يدل على أن الحسن يتفاضل و يتعاظم لأن لفظة أفعل حقيقتها ذلك و إنما يتعاظم بكثرة استحقاق المدح عليه و يسأل عن هذا فيقال هل يجوز أن يسمى الله سبحانه قاصا فيقال لا لأنه في العرف إنما يستعمل فيمن تمسك بطريقة مخصوصة و هذا كما أنه سبحانه لا يسمى معلما و لا مفتيا و إن وصف نفسه بأنه علم القرآن و بأنه يفتيكم في النساء و قوله «وَ إِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ اَلْغََافِلِينَ» معناه و ما كنت من قبل أن أوحينا إليك هذا القرآن أو من قبل نزول القرآن عليك إلا من الغافلين عن الحكم التي في القرآن لا تعلم شيئا منها و قيل من الغافلين عن قصة يوسف و عن الحكم التي فيها.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 5 صفحه : 317