responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 279

(1) -

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عن إتيان الملائكة لوطا بعد خروجهم من عند إبراهيم (ع) و ما جرى بينهم و بين قوم لوط فقال «وَ لَمََّا جََاءَتْ رُسُلُنََا لُوطاً » أي لما جاءوه في صفة الآدميين «سِي‌ءَ بِهِمْ» أي ساءه مجيئهم لأنه خاف عليهم من قومه «وَ ضََاقَ بِهِمْ ذَرْعاً» أي ضاق بمجيئهم ذرعة أي قلبه لما رأى لهم من جمال الصورة و حسن الشارة و قد دعوه إلى الضيافة و قومه كانوا يسارعون إلى أمثالهم بالفاحشة و قيل معناه ضاق بحفظهم من قومه ذرعه حيث لم يجد سبيلا إلى حفظهم و كان قد علم عادة قومه من الميل إلى الذكور و قد أتوه في صورة الغلمان المرد و أصله أن الشي‌ء إذا ضاق ذرعه لم يتسع له ما اتسع فاستعار ضيق الذرع عند تعذر الإمكان كما استعار الاتساع «وَ قََالَ هََذََا يَوْمٌ عَصِيبٌ» أي هائل شديد كثير الشر التف الشر فيه بالشر و إنما قال ذلك لأنه‌ لم يعلم أنهم رسل الله و خاف عليهم من قومه أن يفضحوهم و قال الصادق (ع) جاءت الملائكة لوطا و هي في زراعة قرب القرية فسلموا عليه و رأى هيئة حسنة عليهم ثياب بيض و عمائم بيض فقال لهم المنزل فتقدمهم و مشوا خلفه فقال في نفسه أي شي‌ء صنعت آتي بهم قومي و أنا أعرفهم فالتفت إليهم فقال إنكم لتأتون شرارا من خلق الله و كان قد قال الله لجبرائيل لا تهلكهم حتى يشهد عليهم ثلاث مرات فقال جبرائيل (ع) هذه اثنتان ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم فقال إنكم لتأتون شرارا من خلق الله فقال جبرائيل هذه الثالثة ثم دخل و دخلوا معه حتى منزله فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصفقت فلم يسمعوا فدخنت فلما رأوا الدخان أقبلوا يهرعون‌ فذلك قوله‌} «وَ جََاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ» أي يسرعون في المشي لطلب الفاحشة عن قتادة و مجاهد و السدي و قيل معناه يساقون و ليس هناك سائق غيرهم فكان بعضهم يسوق بعضا عن أبي مسلم و الهاء في إليه كناية عن لوط «وَ مِنْ قَبْلُ» أي و من قبل إتيان الملائكة و قيل و من قبل مجي‌ء قوم لوط إلى ضيفانه و قيل من قبل مجيئهم إلى داره عن الجبائي و قيل إنه من قبل بعثة لوط إليهم «كََانُوا يَعْمَلُونَ اَلسَّيِّئََاتِ» أي يعملون الفواحش مع الذكور «قََالَ» لوط «يََا قَوْمِ هََؤُلاََءِ بَنََاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ» معناه أن لوط لما هموا بأضيافه و جاهروا بذلك فألقوا جلباب الحياء فيه عرض عليهم نكاح بناته و قال هن أحل لكم من الرجال فدعاهم إلى الحلال و اختلف في ذلك فقيل أراد بناته لصلبه عن قتادة و قيل أراد النساء من أمته لأنهن كالبنات له فإن كل نبي أبو أمته و أزواجه أمهاتهم عن مجاهد و سعيد بن جبير و اختلف أيضا في‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست