نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 5 صفحه : 274
(1) -
فأضحكت السباع سيوف سعد # لقتلي ما دفن و لا ودينا
«قََالَتْ» سارة «يََا وَيْلَتىََ أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ» أي هذا شيء عجيب أن ألد و قد شخت من زوج شيخ و لم تشك في قدرة الله تعالى و لكن إنما قالت ذلك لكونه خارجا عن العادة كما ولى موسى مدبرا حين انقلبت عصاه حية حتى قيل له أقبل و لا تخف و إلا فهي كانت عارفة بأن الله تعالى يقدر على ذلك و لم ترد بقولها يا ويلتي الدعاء على نفسها بالويل و لكنها كلمة تجري على أفواه النساء إذا طرأ عليهن ما يتعجبن منه و قيل إنها لم تتعجب من قدرة الله و لكنها أرادت أن تعرف هل تتحول شابة أم تلد على تلك الحال و كل ذلك عجيب «وَ هََذََا بَعْلِي شَيْخاً» أي هذا الذي تعرفونه بعلي و هو شيخ «إِنَّ هََذََا» الذي بشرت به «لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ` قََالُوا» أي قالت الملائكة لها حين تعجبت من أن تلد بعد الكبر} «أَ تَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اَللََّهِ» و معنى الاستفهام هاهنا التنبيه و التوقيف أي أ تعجبين من أن يفعل الله تعالى ذلك بك و لزوجك «رَحْمَتُ اَللََّهِ وَ بَرَكََاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ اَلْبَيْتِ» أي ليس هذا موضع تعجب لأن التعجب إنما يكون من الأمر الذي لا يعرف سببه و نعمة الله تعالى و كثرة خيراته النامية الباقية عليكم و هذا يحتمل أن يكون إخبارا عن ثبوت ذلك لهم و تذكيرا بنعمة الله و بركاته عليهم و يحتمل أن يكون دعاء لهم بالرحمة و البركة من الملائكة فقالوا رحمة الله و بركاته عليكم يا أهل البيت كما يقال أ تتعجب من كذا بارك الله فيك و يرحمك الله و يعني بأهل البيت أهل بيت إبراهيم (ع) و إنما جعلت سارة من أهل بيته لأنها كانت ابنة عمه و لا دلالة في الآية على أن زوجة الرجل من أهل بيته على ما قاله الجبائي و روي أن أمير المؤمنين (ع) مر بقوم فسلم عليهم فقالوا و عليك السلام و رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت و مغفرته و رضوانه فقال (ع) لهم لا تجاوزوا بنا ما قالت الملائكة لأبينا إبراهيم (ع) «رَحْمَتُ اَللََّهِ وَ بَرَكََاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ اَلْبَيْتِ»«إِنَّهُ حَمِيدٌ» أي محمود على أفعاله و قيل الحميد الذي يحمد عباده على الطاعات «مَجِيدٌ» أي كريم و هو المبتدئ بالعطية قبل الاستحقاق و قيل معناه واسع القدرة و النعمة عن أبي مسلم و روي أن سارة قالت لجبرائيل (ع) ما آية ذلك فأخذه بيده عودا يابسا فلواه بين أصابعه فاهتز أخضر عن السدي } «فَلَمََّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرََاهِيمَ اَلرَّوْعُ» أي الخوف و الفزع الذي دخله من الرسل «وَ جََاءَتْهُ اَلْبُشْرىََ» بالولد «يُجََادِلُنََا فِي قَوْمِ لُوطٍ » أي يجادل رسلنا و يسائلهم في قوم
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 5 صفحه : 274