responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 259

(1) - فيك إلا أنه أصابك بعض آلهتنا بسوء فخبل عقلك لشتمك لها و سبك إياها ذهب إليه ابن عباس و مجاهد «قََالَ» أي قال هود لقومه «إِنِّي أُشْهِدُ اَللََّهَ وَ اِشْهَدُوا» أي و أشهدكم أيضا بعد إشهاد الله «أَنِّي بَرِي‌ءٌ مِمََّا تُشْرِكُونَ ` مِنْ دُونِهِ» أي إن كنتم تزعمون أن آلهتكم عاقبتني لطعني عليها فإني على بصيرة في البراءة مما تشركونه مع الله من آلهتكم التي تزعمون أنها أصابتني بسوء و إنما أشهدهم على ذلك و إن لم يكونوا أهل شهادة من حيث كانوا كفارا فساقا إقامة للحجة عليهم لا لتقوم الحجة بهم فقال هذا القول إعذارا و إنذارا و قيل إنه أراد بقوله «اِشْهَدُوا» و اعلموا كما قال‌ شَهِدَ اَللََّهُ أي علم الله‌} «فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاََ تُنْظِرُونِ» أي فاحتالوا و اجتهدوا أنتم و آلهتكم في إنزال مكروه بي ثم لا تمهلوني قال الزجاج و هذا من أعظم آيات الأنبياء أن يكون الرسول وحده و أمته متعاونة عليه فيقول لهم كيدوني فلا يستطيع واحد منهم ضره و كذلك قال نوح لقومه‌ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَ شُرَكََاءَكُمْ الآية و قال نبينا ص فَإِنْ كََانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ و مثل هذا القول لا يصدر إلا عمن هو واثق بنصر الله و بأنه يحفظه عنهم و يعصمه منهم ثم ذكر هود (ع) هذا المعنى فقال‌} «إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اَللََّهِ رَبِّي وَ رَبِّكُمْ» أي فوضت أمري إلى الله سبحانه متمسكا بطاعته تاركا لمعصيته و هذا هو حقيقة التوكل على الله سبحانه «مََا مِنْ دَابَّةٍ إِلاََّ هُوَ آخِذٌ بِنََاصِيَتِهََا» أي ما من حيوان يدب على وجه الأرض إلا و هو مالك لها يصرفها كيف يشاء و يقهرها و جعل الآخذ بالناصية كناية عن القهر و القدرة لأن من أخذ بناصية غيره فقد قهره و أذله «إِنَّ رَبِّي عَلى‌ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ» أي أنه سبحانه مع كونه قاهرا على عدل فيما يعامل به عباده و المعنى أنه يعدل‌ و لا يجوز و قيل معناه إن ربي في تدبير عباده على طريق مستقيم لا عوج فيه و لا اضطراب فهو يجري على سبيل الصواب و يفعل ما يقتضيه الحكمة} «فَإِنْ تَوَلَّوْا» هذا حكاية عما قاله هود (ع) لقومه و المعنى فإن تتولوا و يجوز أن يكون حكاية عما قاله سبحانه لهود و المعنى فإن تولوهم «فـ» قل لهم «قد أَبْلَغْتُكُمْ مََا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ» أي ليس ذلك لتقصير مني في إبلاغكم و إنما هو لسوء اختياركم في إعراضكم عن نصحي فقد أبلغتكم جميع ما أوحي إلي «وَ يَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ» أي و يهلككم ربي بكفركم و يستبدل بكم قوما غيركم يوحدونه و يعبدونه «وَ لاََ تَضُرُّونَهُ شَيْئاً» يعني إذا استخلف غيركم فجعلهم بدلا منكم لا تقدرون له على ضر و قيل معناه لا تضرونه بتوليكم و إعراضكم شيئا و لا ضرر عليه في إهلاككم لأنه لم يخلقكم لحاجة منه إليكم «إِنَّ رَبِّي عَلى‌ََ كُلِّ شَيْ‌ءٍ حَفِيظٌ» يحفظه من الهلاك إن شاء و يهلكه إذا شاء و قيل معناه إن ربي يحفظني عنكم و عن أذاكم و قيل معناه إن ربي على كل شي‌ء من أعمال عباده حفيظ حتى يجازيهم عليها} «وَ لَمََّا جََاءَ أَمْرُنََا» بهلاك عاد «نَجَّيْنََا هُوداً وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ»

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست