responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 253

253

(1) - يَرَوْنَ و كذلك‌ إِنِّي لَكُمََا لَمِنَ اَلنََّاصِحِينَ متعلق بما دل عليه النصح المظهر و التقدير إني ناصح لكما لمن الناصحين و كذلك به في قوله «مََا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ» يتعلق بما يدل عليه قوله علم الظاهر و إن لم يجز أن يعمل فيه و الوجه الآخر أن يكون متعلقا بالمستقر و هو العامل فيه كتعلق الظرف بالمعاني كما تقول ليس لك فيه رضا فيكون به في الآية بمنزلة فيه و العلم يراد به العلم المتيقن الذي يعلم به الشي‌ء على الحقيقة ليس العلم الذي يعلم به الشي‌ء على ظاهره كالذي في قوله‌ «فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنََاتٍ» و نحو ما يعلمه الحاكم بشهادة الشاهدين و إقرار المقر بما يدعي و نحو ذلك مما يعلم به العلم الظاهر الذي يسع الحاكم الحكم بالشي‌ء معه «تِلْكَ مِنْ أَنْبََاءِ اَلْغَيْبِ» تلك مبتدأ و من أنباء الغيب الخبر و «نُوحِيهََا إِلَيْكَ» خبر ثان و إن شئت كان في موضع الحال أي تلك كائنة من أنباء الغيب موحاة إليك و إن شئت كان تلك مبتدأ و نوحيها الخبر و الجار من صلة نوحيها أي تلك نوحيها إليك من أنباء الغيب و لا يجوز أن يكون من زيادة على تقدير تلك أنباء الغيب لأنها لا تزاد في الموجب و يجوز على قول الأخفش .

ـ

المعنى‌

ثم حكى سبحانه تمام قصة نوح (ع) فقال «وَ نََادى‌ََ نُوحٌ رَبَّهُ» نداء تعظيم و دعاء «فَقََالَ رَبِّ إِنَّ اِبْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ اَلْحَقُّ» معناه يا مالكي و خالقي و رازقي‌ وعدتني بتنجية أهلي و إن ابني من أهلي و إن وعدك الحق لا خلف فيه فنجه إن كان ممن وعدتني بنجاته «وَ أَنْتَ أَحْكَمُ اَلْحََاكِمِينَ» في قولك و فعلك‌} «قََالَ» الله سبحانه «يََا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ» و قد قيل في معناه أقوال (أحدها) أنه كان ابنه لصلبه و المعنى أنه ليس من أهلك الذين وعدتك بنجاتهم معك لأن الله سبحانه قد استثنى من أهله الذين وعده أن ينجيهم من أراد إهلاكهم بالغرق فقال‌ إِلاََّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ اَلْقَوْلُ عن ابن عباس و سعيد بن جبير و الضحاك و عكرمة و اختاره الجبائي (و ثانيها) أن المراد بقوله «لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ» أنه ليس على دينك فكأن كفره أخرجه عن أن يكون له أحكام أهله عن جماعة من المفسرين و هذا كما قال النبي (ع) سلمان منا أهل البيت و إنما أراد على ديننا و روى علي بن مهزيار عن الحسن بن علي الوشاء عن الرضا (ع) قال قال أبو عبد الله (ع) أن الله تعالى قال لنوح «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ» لأنه كان مخالفا له و جعل من اتبعه من أهله‌ و يؤيد هذا التأويل أن الله سبحانه قال على طريق التعليل «إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صََالِحٍ» فبين أنه إنما خرج عن أحكام أهله لكفره و سوء عمله و روي عن عكرمة أنه قال كان ابنه و لكنه كان مخالفا له في العمل و النية فمن ثم قيل «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ» (و ثالثها) أنه لم يكن ابنه على الحقيقة و إنما ولد على فراشه‌ فقال‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست