responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 250

(1) - عن المطر و هذا إخبار عن إقشاع السحاب و انقطاع المطر في أسرع زمان فكأنه قال لها أقلعي فأقلعت «وَ غِيضَ اَلْمََاءُ» أي ذهب به عن وجه الأرض إلى باطنه و المعنى و نشفت الأرض ماءها و يقال أن الأرض ابتلعت جميع مائها و ماء السماء لقوله «وَ غِيضَ اَلْمََاءُ» و يقال لم تبتلع ماء السماء لقوله «اِبْلَعِي مََاءَكِ» و إن ماء السماء صار بحارا و أنهارا و هو المروي عن أئمتنا (ع)

«وَ قُضِيَ اَلْأَمْرُ» أي وقع إهلاك الكفار على التمام و فرغ من الأمر و قيل و قضي الأمر بنجاة نوح و من معه «وَ اِسْتَوَتْ عَلَى اَلْجُودِيِّ » أي استقرت السفينة على الجبل المعروف قال الزجاج هو بناحية آمد و قال غيره بقرب جزيرة الموصل قال زيد بن عمرو بن نفيل :

سبحانه ثم سبحانا يعود له # و قبله سبح الجودي و الجمد

و قال أبو مسلم الجودي اسم لكل جبل و أرض صلبة و في كتاب النبوة مسندا إلى أبي بصير عن أبي الحسن علي بن موسى بن جعفر (ع) قال كان نوح لبث في السفينة ما شاء الله و كانت مأمورة فخلى سبيلها فأوحى الله إلى الجبال إني واضع سفينة نوح على جبل منكن فتطاولت الجبال و شمخت و تواضع الجودي و هو جبل بالموصل فضرب جؤجؤ السفينة الجبل فقال نوح عند ذلك يا ماريا أتقن و هو بالعربية يا رب أصلح‌ و في رواية أخرى يا رهمان أتقن‌ و تأويله يا رب أحسن و قيل أرست السفينة على الجودي شهرا «وَ قِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ اَلظََّالِمِينَ» أي قال الله تعالى ذلك و معناه أبعد الله الظالمين من رحمته لإيرادهم أنفسهم مورد الهلاك و إنما انتصب على المصدر و فيه معنى الدعاء و يجوز أن يكون هذا من قول الملائكة أو من قول نوح و المؤمنين و في هذه الآية من بدائع الفصاحة و عجائب البلاغة ما لا يقارب كلام البشر و لا يدانيه منها أنه خرج مخرج الأمر و إن كانت الأرض و السماء من الجماد ليكون أدل على الاقتدار و منها حسن تقابل المعنى و ائتلاف الألفاظ و منها حسن البيان في تصوير الحال و منها الإيجاز من غير إخلال إلى غير ذلك مما يعلمه من تدبره و له معرفة بكلام العرب و محاوراتهم و يروى أن كفار قريش أرادوا أن يتعاطوا معارضة القرآن فعكفوا على لباب البر و لحوم الضأن و سلاف الخمر أربعين يوما لتصفو أذهانهم فلما أخذوا فيما أرادوا سمعوا هذه الآية فقال بعضهم لبعض هذا كلام لا يشبهه شي‌ء من الكلام و لا يشبه كلام المخلوقين و تركوا ما أخذوا فيه و افترقوا.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست