responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 248

(1) -

تفور علينا قدرهم فنذيمها # و نفثاها عنا إذا حميها غلا

يريد بالقدر الحرب و نذيمها نسكنها و هذا أبعد الأقوال من الأثر و حمل الكلام على الحقيقة التي تشهد بها الرواية أولى «قُلْنَا اِحْمِلْ فِيهََا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اِثْنَيْنِ» أي قلنا لنوح (ع) لما فار الماء من التنور احمل في السفينة من كل جنس من الحيوان زوجين أي ذكر و أنثى و قد ذكرنا المعنى في حجة القراءتين «وَ أَهْلَكَ» أي و احمل أهلك و ولدك «إِلاََّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ اَلْقَوْلُ» أي من سبق الوعد بإهلاكه و الإخبار بأنه لا يؤمن و هي امرأته الخائنة و اسمها واغلة و ابنها كنعان «وَ مَنْ آمَنَ» أي و احمل فيها من آمن بك من غير أهلك ثم أخبر سبحانه فقال «وَ مََا آمَنَ مَعَهُ إِلاََّ قَلِيلٌ» أي إلا نفر قليل و هم ثمانون إنسانا في قول الأكثرين و قيل اثنان و سبعون رجلا و امرأة و بنوه الثلاثة و نساؤهم فهم ثمانية و سبعون نفسا و حمل معه جسد آدم (ع) عن مقاتل و قيل عشرة أنفس عن ابن إسحاق و قيل ثمانية أنفس عن ابن جريج و قتادة و روي ذلك عن أبي عبد الله (ع) و قيل سبعة أنفس عن الأعمش و كان فيهم بنوه الثلاثة سام و حام و يافث و ثلاث كنائن لهم فالعرب و الروم و فارس و أصناف العجم ولد سام و السودان من الحبش و الزنج و غيرهم ولد حام و الترك و الصين و الصقالبة و يأجوج و مأجوج ولد يافث } «وَ قََالَ اِرْكَبُوا فِيهََا» أي و قال نوح لمن آمن معه اركبوا في السفينة و في الكلام حذف تقديره فلما فار التنور و وقف نوح على ما دله الله عليه من هلاك الكفار قال لأهله و قومه «اِرْكَبُوا فِيهََا بِسْمِ اَللََّهِ مَجْرََاهََا وَ مُرْسََاهََا» أي متبركين باسم الله أو قائلين بسم الله وقت إجرائها و وقت إرسائها أي إثباتها و حبسها و قيل معناه بسم الله إجراؤها و إرساؤها و قد ذكرنا تفسيره في الحجة و قال الضحاك كانوا إذا أرادوا أن تجري السفينة قالوا بسم الله مجريها فجرت و إذا أرادوا أن تقف السفينة قالوا بسم الله مرسيها فوقفت «إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» هذا حكاية عما قاله نوح لقومه و وجه اتصاله بما قبله أنه لما ذكرت النجاة بالركوب في السفينة ذكرت النعمة بالمغفرة و الرحمة لتجتلبا بالطاعة كما اجتلبت النجاة بركوب السفينة} «وَ هِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبََالِ» معناه أن السفينة كانت تجري بنوح و من معه على الماء في أمواج كالجبال في عظمها و ارتفاعها و دل بتشبيهها بالجبال على أن ذلك لم يكن موجا واحدا بل كان كثيرا و روي عن الحسن إن الماء ارتفع فوق كل شي‌ء و فوق كل جبل ثلاثين ذراعا و قال غيره خمسة عشر ذراعا و قيل أن سفينة نوح سارت لعشر مضين من رجب فسارت ستة أشهر حتى‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست