responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 235

(1) - و عرفوا حقيقة الفضل و هكذا عادة أرباب الدنيا يستحقرون أرباب الدين إذا كانوا فقراء و يسترذلونهم و إن كانوا هم الأكرمين الأفضلين عند الله سبحانه «بَلْ نَظُنُّكُمْ كََاذِبِينَ» هذا تمام الحكاية عن كفار قوم نوح قالوه لنوح و من آمن به‌} «قََالَ» نوح لقومه «يََا قَوْمِ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى‌ََ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي» أي على برهان و حجة يشهد بصحة النبوة و هي المعجزة و قال ابن عباس على بينة أي على يقين و بصيرة و معرفة من ربوبية ربي و عظمته و اختلف في قول نوح (ع) هذا أنه جواب عما ذا فقيل أنه جواب عن قولهم «بَلْ نَظُنُّكُمْ كََاذِبِينَ» فكأنه قال إن تظنوني كاذبا فما تقولون لو كنت على خلافه و على حجة من ربي واضحة أ لا تصدقونني و قيل بل هو جواب عن قولهم «مََا نَرََاكَ إِلاََّ بَشَراً مِثْلَنََا» أي و إن كنت بشرا فما ذا تقولون إذا أتيتكم بحجة دالة على صدقي أ لا تصدقونني و فيه بيان أن الرسالة إنما تظهر بالمعجزة فلا معنى لاعتبار البشرية و قيل هو جواب عن قولهم «مََا نَرََاكَ اِتَّبَعَكَ إِلاَّ اَلَّذِينَ هُمْ أَرََاذِلُنََا» فكأنه قال إنهم اعتصموا بالله و بما آتاهم من البينة و الرحمة فنالوا بذلك الرفعة و الفضل و أنتم قنعتم بالدنيا الدنية الفانية فأنتم في الحقيقة الأراذل لا هم و قيل هو جواب عن قولهم «وَ مََا نَرى‌ََ لَكُمْ عَلَيْنََا مِنْ فَضْلٍ» فكأنه قال لا تتبعوا المال و الجاه فإن الواجب اتباع الحجة و الدلالة و يجوز أن يكون جوابا عن جميع ذلك «وَ آتََانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ» رد عليهم بهذا جميع ما ادعوه و الرحمة و النعمة هي هاهنا النبوة أي و أعطاني نبوة من عنده «فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ» أي خفيت عليكم لقلة تدبركم فيها «أَ نُلْزِمُكُمُوهََا وَ أَنْتُمْ لَهََا كََارِهُونَ» أي أ تريدون مني أن أكرهكم على المعرفة و ألجئكم إليها على كره منكم هذا غير مقدور لي و الهاء كناية عن الرحمة فيدخل فيها النبوة و الدين و سائر النعم و قيل معناه أ نلزمكم قبولها فحذف المضاف و يجوز أن يكون الهاء كناية عن البينة و يكون المراد أن علي أن أدلكم بالبينة و ليس علي أن اضطركم إلى معرفتها.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست