responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 228

(1) - و التهديد و غير ذلك و إنما جاز تمكين الصاد عن سبيل الله من هذا الفساد لأنه مكلف بالامتناع منه و ليس في منعه لطف بأن ينصرف عن الفساد إلى الصلاح فهو كشهوة القبيح الذي به يصح التكليف «وَ يَبْغُونَهََا عِوَجاً» أي و يطلبون لسبيل الله زيغا عن الاستقامة و عدولا عن الصواب و قيل إن بغيهم العوج هي زيادتهم و نقصانهم في الكتاب ليتغير الأدلة و لا يستقيم صفة النبي ص كما كان يفعلها اليهود و قيل هي إيرادهم الشبه‌ و كتمانهم المراد و تحريفهم التأويل «وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ» أي بالقيامة و البعث و النشور و الثواب و العقاب «هُمْ كََافِرُونَ» أي جاحدون غير مقرين‌} «أُولََئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي اَلْأَرْضِ» أخبر سبحانه عن هؤلاء الكفار الذين وصفهم بأن عليهم لعنة الله و أنهم الذين يصدون عن سبيل الله بأنهم لم يكونوا فائتين في الأرض هربا فيها من الله تعالى إذا أراد إهلاكهم كما يهرب الهارب من عدو قد جد في طلبه و إنما خص الأرض بالذكر و إن كانوا لا يفوتون الله و لا يخرجون عن قبضته على كل حال لأن معاقل الأرض هي التي يهرب إليها البشر و يعتصمون بها عند المخاوف فكأنه سبحانه نفى أن يكون لهؤلاء الكفار عاصم منه و مانع من عذابه «وَ مََا كََانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اَللََّهِ مِنْ أَوْلِيََاءَ» معناه أنه ليس لهم من ولي و لا ناصر ينصرونهم و يحمونهم من الله سبحانه مما يريد إيقاعه بهم في الدنيا من المكاره و في الآخرة من أنواع العذاب «يُضََاعَفُ لَهُمُ اَلْعَذََابُ» قيل في معناه وجوه (أحدها) أنه لا يقتصر بهم على عذاب الكفر بل يعاقبون عليه و على سائر المعاصي كما قال في موضع آخر زِدْنََاهُمْ عَذََاباً فَوْقَ اَلْعَذََابِ بِمََا كََانُوا يُفْسِدُونَ (و ثانيها) أن معناه أنه كلما مضى ضرب من العذاب يعقبه ضرب آخر من العذاب مثله أو فوقه كذلك دائما مؤبدا و كل ذلك على قدر الاستحقاق (و ثالثها) أنه يضاعف العذاب على رؤسائهم لكفرهم و ظلمهم أنفسهم و لدعائهم الاتباع إليه و هو عذاب الضلال و عذاب الصد عن الدين «مََا كََانُوا يَسْتَطِيعُونَ اَلسَّمْعَ وَ مََا كََانُوا يُبْصِرُونَ» فيه وجوه (أحدها) يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السمع فلا يسمعون و بما كانوا يستطيعون الأبصار فلا يبصرون عنادا و ذهابا عن الحق فأسقطت الباء عن الكلام كما في قول الشاعر:

نغالي اللحم للأضياف نيا # و نبذله إذا نضج القدور

أراد نغالي باللحم عن الفراء و البلخي و هذا وجه رابع من معنى قوله «يُضََاعَفُ لَهُمُ اَلْعَذََابُ» (و ثانيها) أنه لاستثقالهم استماع آيات الله و كراهتهم تذكرها و تفهمها جروا مجرى‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست