responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 222

(1) - هاهنا محذوفا و تقديره أ يكذبونك فيما أتيتهم به من القرآن أم يقولون افتريته على ربك و حذف لدلالة ما أبقي على ما ألقي و على هذا فيكون أم هذه هي متصلة «قُلْ» يا محمد لهم «فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيََاتٍ» أي إن كان هذا مفترى على الله كما زعمتم فأتوا أنتم بعشر سور مثله في النظم و الفصاحة مفتريات على زعمكم فإن القرآن نزل بلغتكم و قد نشأت أنا بين أظهركم فإن لم يمكنكم ذلك فاعلموا أنه من عند الله تعالى و هذا صريح في التحدي و فيه دلالة على جهة إعجاز القرآن و أنها هي البلاغة و الفصاحة في هذا النظم المخصوص لأنه لو كان جهة الإعجاز غير ذلك لما قنع في المعارضة بالافتراء و الاختلاق لأن البلاغة ثلاث طبقات فأعلى طبقاتها معجز و أدناها و أوسطها ممكن فالتحدي في الآية إنما وقع في الطبقة العليا منها و لو كان وجه الإعجاز الصرفة لكان الركيك من الكلام أبلغ في باب الإعجاز و المثل المذكور في الآية لا يجوز أن يكون المراد به مثله في الجنس لأن مثله في الجنس يكون حكايته فلا يقع بها التحدي و إنما يرجع ذلك إلى ما هو متعارف بين العرب في تحدي بعضهم بعضا كما اشتهر من مناقصات امرئ القيس و علقمة و عمرو بن كلثوم و الحرث بن حلزة و جرير و الفرزدق و غيرهم و قوله «وَ اُدْعُوا مَنِ اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اَللََّهِ إِنْ كُنْتُمْ صََادِقِينَ» معناه ادعوهم ليعينوكم على معارضة القرآن إن كنتم صادقين في قولكم إني افتريته و يريد بقوله «مَنِ اِسْتَطَعْتُمْ» من خالف نبينا محمدا من جميع الأمم و هذا غاية ما يمكن في التحدي و المحاجة و فيه الدلالة الواضحة على إعجاز القرآن لأنه إذا ثبت أن النبي ص تحداهم به و أوعدهم بالقتل و الأسر بعد أن عاب دينهم و آلهتهم و ثبت أنهم كانوا أحرص الناس على إبطال أمره حتى بذلوا مهجهم و أموالهم في ذلك فإذا قيل لهم افتروا أنتم مثل هذا القرآن و أدحضوا حجته و ذلك أيسر و أهون عليكم من كل ما تكلفتموه فعدلوا عن ذلك و صاروا إلى الحرب و القتل و تكلف الأمور الشاقة فذلك من أدل الدلائل على عجزهم إذ لو قدروا على معارضته مع سهولة ذلك عليهم لفعلوه لأن العاقل لا يعدل عن الأمر السهل‌إلى الصعب الشاق مع حصول الغرض بكل واحد منهما فكيف و لو بلغوا غاية أمانيهم في الأمر الشاق و هو قتله ص لكان لا يحصل غرضهم من إبطال أمره فإن المحقق قد يقتل فإن قيل لم ذكر التحدي مرة بعشر سور و مرة بحديث مثله فالجواب أن التحدي إنما يقع بما يظهر فيه الإعجاز من منظوم الكلام فيجوز أن يتحدى مرة بالأقل و مرة بالأكثر} «فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ» قيل أنه خطاب للمسلمين و المراد فإن لم يجبكم هؤلاء الكفار إلى الإتيان بعشر سور مثله معارضة لهذا القرآن «فَاعْلَمُوا» أيها المسلمون «أَنَّمََا أُنْزِلَ» القرآن «بِعِلْمِ اَللََّهِ» عن مجاهد و اختاره الجبائي و قيل هو خطاب للكفار و تقديره فإن لم يستجب لكم من تدعونهم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست