responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 221

(1) -

اللغة

ضائق و ضيق بمعنى واحد إلا أن ضائق هاهنا أحسن لوجهين (أحدهما) أنه عارض (و الآخر) أنه أشكل بقوله «تََارِكٌ» و الكنز المال المدفون سمي بذلك لاجتماعه و كل مجتمع من لحم و غيره مكتنز و صار في الشرع اسم ذم لكل مال لا يخرج منه حق الله تعالى من الزكاة و غيره و إن لم يكن مدفونا و افترى و اختلق و اخترق و خلق و خرص و خرق إذا كذب و الاستجابة في الآية طلب الإجابة بالقصد إلى فعلها و يقال استجاب و أجاب بمعنى واحد و الفرق بين الإجابة و الطاعة إن الطاعة موافقة الإرادة الجاذبة إلى الفعل برغبة أو رهبة و الإجابة موافقة الداعي إلى الفعل من أجل أنه دعا به .

الإعراب‌

«أَنْ يَقُولُوا» في موضع نصب بأنه مفعول له و تقديره كراهة أن يقولوا فحذف المضاف و قيل «أَنْ يَقُولُوا» في موضع جر بدلا من الهاء في قوله «ضََائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ» «أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرََاهُ» أم هذه منقطعة ليست بالمعادلة و تقديره بل أ يقولون افتراه و هو تقرير بصورة الاستفهام.

النزول‌

روي عن ابن عباس أن رؤساء مكة من قريش أتوا رسول الله ص فقالوا يا محمد إن كنت رسولا فحول لنا جبال مكة ذهبا أو ائتنا بملائكة يشهدون لك بالنبوة فأنزل الله تعالى «فَلَعَلَّكَ تََارِكٌ» الآية و روى العياشي بإسناده عن أبي عبد الله (ع) أن رسول الله ص قال لعلي (ع) إني سألت ربي أن يؤاخي بيني و بينك ففعل و سألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل فقال بعض القوم و الله لصاع من تمر في شن بال أحب إلينا مما سأل محمد ربه فهلا سأله ملكا يعضده على عدوه أو كنزا يستعين به على فاقته فنزلت الآية.

المعنى‌

ثم أمر سبحانه رسوله بالثبات على الأمر و حثه على حجاج القوم بما يقطع العذر فقال «فَلَعَلَّكَ تََارِكٌ بَعْضَ مََا يُوحى‌ََ إِلَيْكَ» أي و لعلك تارك بعض القرآن و هو ما فيه سب آلهتهم و لا تبلغهم إياه دفعا لشرهم و خوفا منهم «وَ ضََائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ» أي و لعلك يضيق صدرك مما يقولونه و بما يلحقك من أذاهم و تكذيبهم و قيل باقتراحاتهم «أَنْ يَقُولُوا» أي كراهة أن يقولوا أو مخافة أن يقولوا «لَوْ لاََ أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ» من المال «أَوْ جََاءَ مَعَهُ مَلَكٌ» يشهد له فليس قوله «فَلَعَلَّكَ» على وجه الشك بل المراد به النهي عن ترك أداء الرسالة و الحث على أدائها كما يقول أحدنا لغيره و قد علم من حاله أنه يطيعه و لا يعصيه و يدعوه غيره إلى عصيانه لعلك تترك ما آمرك به لقول فلان و إنما يقول ذلك ليؤيس من يدعوه إلى ترك أمره فمعناه لا تترك بعض ما يوحى إليك و لا يضق صدرك بسبب مقالتهم هذه «إِنَّمََا أَنْتَ نَذِيرٌ» أي منذر «وَ اَللََّهُ عَلى‌ََ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَكِيلٌ» أي حفيظ يجلب النفع إليه و يدفع الضرر عنه «أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرََاهُ» معناه بل أ يقولون اختلق القرآن و اخترعه و أتى به من عند نفسه و قيل إن‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست