responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 208

(1) -

الإعراب‌

وجه التشبيه في كذلك أن نجاة من بقي من المؤمنين كنجاة من مضى في أنه حق على الله واجب لهم و يحتمل أن يكون العامل في كذلك ننجي الأول و تقديره ننجي رسلنا و الذين آمنوا كذلك الإنجاء و يحتمل أن يكون العامل فيه ننجي الثاني و حقا نصب على المصدر أي يحق حقا و قيل إنه نصب على الحال و إن كان لفظه لفظ المصدر عن أبي مسلم قال جامع العلوم النحوي الضرير و يجوز أن ينصب حقا بدلا من كذلك أو وصفا و لا يجوز أن ينصب كذلك و حقا جميعا بقوله «نُنَجِّي رُسُلَنََا» لأن الفعل الواحد لا يعمل في مصدرين و لا في حالين و لا في استثناءين و لا في مفعولي معهما و قد بين ذلك في موضعه فإن جعلت كذلك من صلة ننجي و جعلت حقا من صلة قوله «نُنْجِ اَلْمُؤْمِنِينَ» أي ننجي المؤمنين حقا كان الوقف على كذلك.

المعنى‌

ثم بين سبحانه ما يزيد في تنبيه القوم و إرشادهم فقال‌ «قُلِ» يا محمد لمن يسألك الآيات «اُنْظُرُوا مََا ذََا فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» من الدلائل و العبر من اختلاف الليل و النهار و مجاري النجوم و الأفلاك و ما خلق من الجبال و البحار و أنبت من الأشجار و الثمار و أخرج من أنواع الحيوانات فإن النظر في أفرادها و جملتها يدعوا إلى الإيمان و إلى معرفة الصانع و وحدانيته و علمه و قدرته و حكمته «وَ مََا تُغْنِي اَلْآيََاتُ وَ اَلنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لاََ يُؤْمِنُونَ» معناه و ما تغني هذه الدلالات و البراهين الواضحة مع كثرتها و ظهورها و لا الرسل المخوفة عن قوم لا ينظرون في الأدلة تفكرا و تدبرا و لا يريدون الإيمان و قيل ما تغني معناه أي شي‌ء تغني عنهم من اجتلاب نفع أو دفع ضرر إذا لم يستدلوا بها فيكون ما للاستفهام و كان الحسن إذا قرأ هذه الآية هتف بها و قال و ما تغني الحجج عن قوم لا يقبلونها و قال أبو عبد الله (ع) لما أسرى برسول الله ص جبريل بالبراق فركبها فأتى بيت المقدس فلقي من لقي من الأنبياء ثم رجع فأصبح يحدث أصحابه إني أتيت بيت المقدس و لقيت إخواني من الأنبياء فقالوا يا رسول الله كيف أتيت بيت المقدس الليلة قال جاءني جبرائيل بالبراق فركبتها و آية ذلك أني مررت بعير لأبي سفيان على ماء لبني فلان و قد أضلوا جملا لهم أحمر و هم في طلبه فقال القوم بعضهم لبعض إنما جاءه راكب سريع و لكنكم قد أتيتم الشام و عرفتموها فاسألوه عن أسواقها و أبوابها و تجارها فسألوه عن ذلك و كان ص إذا سئل عن الشي‌ء لا يعرفه شق ذلك عليه حتى يرى ذلك في وجهه قال فبينا هو كذلك إذا أتاه جبرائيل (ع) فقال يا رسول الله هذه الشام قد رفعت لك فالتفت رسول الله ص فإذا هو بالشام فقالوا له أين بيت فلان و مكان كذا فأجابهم في كل ما سألوه عنه فلم يؤمن منهم إلا قليل و هو قول الله تعالى «وَ مََا تُغْنِي‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست