responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 203

203

(1) - اَلْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ اَلْفَسََادِ فِي اَلْأَرْضِ إِلاََّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنََا مِنْهُمْ و قال الزجاج «إِلاََّ قَوْمَ يُونُسَ » استثناء منقطع و تقديره لكن قوم يونس لما آمنوا و مثله قول النابغة :

وقفت فيها أصيلا لا أسائلها # عيت جوابا و ما بالربع من أحد

إلا أواري لأيا ما أبينها # و النؤي كالحوض بالمظلومة الجلد

و حكى الفراء في البيت لا أن ما أبينها و قال جمع الشاعر بين ثلاثة أحرف في النفي لا و إن و ما و قرأ بعضهم يونس و يوسف بكسر النون و السين أراد أن يجعل الاسمين عربيين مشتقين من آسف و آنس و هو شاذ.

المعنى‌

لما ذكر سبحانه أن إيمان فرعون لم يقبل عند معاينة العذاب وصل ذلك بذكر إيمان قوم يونس قبل نزول العذاب فقال «فَلَوْ لاََ كََانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهََا إِيمََانُهََا إِلاََّ قَوْمَ يُونُسَ » قيل إن معناه فهلا كان أهل قرية آمنوا في وقت ينفعهم إيمانهم أعلم الله سبحانه أن الإيمان لا ينفع عند وقوع العذاب و لا عند حضور الموت الذي لا يشك فيه و لكن قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم العذاب عن الزجاج قال و قوم يونس لم يقع بهم العذاب إنما رأوا الآية التي تدل على العذاب فمثلهم مثل العليل الذي‌ يتوب في مرضه و هو يرجو العافية و يخاف الموت و قيل إن معناه لم يكن فيما خلا أن يؤمن أهل قرية بأجمعهم حتى لا يشذ منهم أحد إلا قوم يونس فهلا كانت القرى كلها هكذا عن الحسن و قيل معناه فما كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها يريد بذلك لم يكن هذا معروفا لأمة من الأمم كفرت ثم آمنت عند نزول العذاب و كشف عنهم أي لم أفعل هذا بأمة قط إلا قوم يونس «لَمََّا آمَنُوا» عند نزول العذاب كشف عنهم العذاب بعد ما تدلى عليهم و هو قوله «كَشَفْنََا عَنْهُمْ عَذََابَ اَلْخِزْيِ فِي اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا» عن قتادة و ابن عباس و في رواية عطاء و قيل إنه أراد بقوله «فَلَوْ لاََ كََانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ» قوم ثمود فإنه قد جاءهم العذاب يوما فيوما كما جاء قوم يونس إلا أن قوم يونس استدركوا ذلك بالتوبة و أولئك لم يستدركوا فوصف أهل القرية بأنهم سوى قوم يونس ليعرفهم به بعض التعريف إذ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست