responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 201

(1) - لأنها تعدت إلى مفعول واحد و العذاب و إن كان أليما و هو لا يصح أن يرى فإنه ترى أسبابه فهو بمنزلة ما يرى.

المعنى‌

ثم بين سبحانه صحة نبوة محمد ص فقال «فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمََّا أَنْزَلْنََا إِلَيْكَ فَسْئَلِ اَلَّذِينَ يَقْرَؤُنَ اَلْكِتََابَ مِنْ قَبْلِكَ» اختلف المفسرون في معناه على أقوال أولها قال الزجاج إن هذه الآية قد كثر سؤال الناس عنها و خوضهم فيها و في السورة ما يدل على بيانها فإن الله سبحانه يخاطب النبي ص و ذلك الخطاب شامل للخلق فالمعنى فإن كنتم في شك فاسألوا و الدليل عليه قوله في آخر السورة يََا أَيُّهَا اَلنََّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلاََ أَعْبُدُ اَلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ وَ لََكِنْ أَعْبُدُ اَللََّهَ اَلَّذِي يَتَوَفََّاكُمْ الآية فأعلم الله سبحانه أن نبيه (ع) ليس في شك و مثل هذا قوله‌ «يََا أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ إِذََا طَلَّقْتُمُ اَلنِّسََاءَ» فقال‌ طَلَّقْتُمُ و الخطاب للنبي ص وحده و هذا مذهب الحسن و ابن عباس و أكثر أهل التأويل و روي عن الحسن و قتادة و سعيد بن جبير أنهم قالوا إن النبي ص لم يشك و لم يسأل و هو المروي أيضا عن أبي عبد الله (ع) (و ثانيها) أن الخطاب لرسول الله ص و إن لم يشك و علم الله سبحانه أنه غير شاك و لكن الكلام خرج مخرج التقرير و الأفهام كما يقول القائل لعبده إن كنت عبدي فأطعني و لأبيه إن كنت والدي فتعطف على و لولده إن كنت ابني فبرني يريد بذلك المبالغة و ربما خرجوا في المبالغة ما يستحيل كقولهم بكت السماء لموت فلان‌ أي لو كان تبكي سماء على ميت لبكت عليه و كذلك هاهنا يكون المعنى لو كنت ممن يشك فشككت «فَسْئَلِ اَلَّذِينَ يَقْرَؤُنَ اَلْكِتََابَ مِنْ قَبْلِكَ» عن الفراء و غيره (و ثالثها) أن المعنى فإن كنت أيها المخاطب أو أيها السامع في شك مما أنزلنا إليك على لسان نبينا محمد ص فيكون الخطاب لغيره (و رابعها) ما ذكره الزجاج أنه يجوز أن يكون في معنى ما فيكون المعنى ما كنت في شك مما أنزلنا إليك «فَسْئَلِ اَلَّذِينَ يَقْرَؤُنَ اَلْكِتََابَ» أي لسنا نريد بأمرك أن تسأل لأنك شاك و لكن لتزداد إيمانا كما قال إبراهيم (ع) حين قال له‌ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قََالَ بَلى‌ََ وَ لََكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي فالزيادة في التعريف ليست مما يبطل صحة العقيدة و إنما أمر سبحانه بسؤال أهل الكتاب مع جحد أكثرهم لنبوته فيه قولان (أحدهما) أنه أمره بأن يسأل مؤمني أهل الكتاب كعبد الله بن سلام و كعب الأحبار و تميم الداري و أشباههم عن ابن عباس و مجاهد و الضحاك (و الآخر) أن المراد سلهم عن صفة النبي ص المبشر به في كتبهم ثم أنظر فيما وافق تلك الصفة و هذا القول أقوى لأن هذه السورة مكية و ابن سلام و غيره‌ إنما أسلموا بالمدينة و قال الزهري إن هذه الآية نزلت في السماء فإن صح ذلك فقد كفي المئونة و رواه أصحابنا أيضا عن أبي عبد الله (ع)

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست