responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 198

(1) - بني كما بني ذا و عرف الآن بالألف و اللام و أمس يتضمن حرف التعريف لأن ما مضى بمنزلة المضمر في المعنى في أنه ليس له صورة و الحاضر في معنى المصرح في صحة الصورة و العامل في قوله «آلْآنَ» محذوف و تقديره الآن آمنت.

المعنى‌

ثم بين سبحانه مآل آل فرعون و قومه فقال «وَ جََاوَزْنََا بِبَنِي إِسْرََائِيلَ اَلْبَحْرَ» أي عبرنا بهم البحر حتى جاوزوه سالمين بأن يبسنا لهم البحر و فرقنا لهم الماء اثني عشر فرقا «فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَ جُنُودُهُ بَغْياً وَ عَدْواً» أي ليبغوا عليهم و يظلموهم و ذلك أن الله سبحانه لما أجاب دعاء موسى أمره بإخراج بني إسرائيل من مصر ليلا فخرج و تبعهم فرعون و جنوده مشرقين حتى انتهوا إلى البحر و أمر الله سبحانه موسى (ع) فضرب البحر بعصاه فانفلق اثني عشر فرقا و صار لكل سبط طريق يابس فارتفع بين كل طريقين الماء كالجبل و صار في الماء شبه الخروق فجعل بعضهم ينظر إلى بعض فلما وصل فرعون بجنوده إلى البحر رأوا البحر بتلك الهيأة فهابوا دخول البحر و كان فرعون على حصان‌ أدهم فجاء جبرائيل (ع) على فرس وديق و خاض البحر و ميكائيل يسوقهم فلما شم أدهم فرعون ريح فرس جبريل (ع) انسل خلفه في الماء و اقتحمت الخيول خلفه فلما دخل آخرهم البحر و هم أولهم أن يخرج انطبق الماء عليهم «حَتََّى إِذََا أَدْرَكَهُ اَلْغَرَقُ» أي وصل إليه الغرق و أيقن بالهلاك «قََالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاََ إِلََهَ إِلاَّ اَلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرََائِيلَ وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ» و كان ذلك إيمان إلجاء لا يستحق به الثواب فلم ينفعه إيمانه‌} «آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ» قيل فيه إضمار أي قيل له الآن آمنت حين لا ينفع الإيمان و لا يقبل لأنه حال الإلجاء «وَ قَدْ عَصَيْتَ» بترك الإيمان في حال ما ينفعك الإيمان فهلا آمنت «قَبْلُ» و ذلك «وَ كُنْتَ مِنَ اَلْمُفْسِدِينَ» في الأرض بقتل المؤمنين و ادعاء الإلهية و أنواع الكفر و اختلف في قائل هذا القول فقيل قاله جبريل (ع) و قيل ذلك كلام الله تعالى قاله له على وجه الإهانة و التوبيخ و كان ذلك معجزة لموسى (ع) و روى علي بن إبراهيم بن هاشم بإسناده عن الصادق (ع) قال ما أتى جبريل رسول الله ص إلا كئيبا حزينا و لم يزل كذلك منذ أهلك الله فرعون فلما أمر الله سبحانه بنزول هذه الآية نزل و هو ضاحك مستبشر فقال له حبيبي جبريل ما أتيتني إلا و بينت الحزن في وجهك حتى الساعة قال نعم يا محمد لما غرق الله فرعون «قََالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاََ إِلََهَ إِلاَّ اَلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرََائِيلَ » فأخذت حمأة فرضعتها في فيه ثم قلت له «آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ اَلْمُفْسِدِينَ» ثم خفت أن تلحقه الرحمة من عند الله فيعذبني على ما فعلت فلما كان الآن و أمرني أن أؤدي إليك ما قلته أنا لفرعون آمنت و علمت أن ذلك‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست