responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 190

(1) -

الحجة

قد بينا الوجه في سحار و ساحر في سورة الأعراف و أما قوله «اَلسِّحْرُ» فإن ما في قوله «مََا جِئْتُمْ بِهِ» في موضع رفع بالابتداء و جئتم في موضع رفع بأنه خبر المبتدأ و الكلام استفهام و السحر بدل من ما المبتدأ و لزم أن يلحق السحر الاستفهام ليساوي المبدل منه في أنه استفهام أ لا ترى أنه ليس في قولك السحر استفهام و على هذا قالوا كم مالك أ عشرون أم ثلاثون فجعلت العشرون و الثلاثون بدلا من كم و ألحقت أم لأنك في قولك كما درهما ما لك مدع أن له مالا كما أنك في قولك أ عشرون أم ثلاثون ما لك مدع أحد الشيئين و لا يلزم أن تضمر للسحر خبرا على هذا لأنك إذا أبدلت من المبتدأ صار في موضعه و صار ما كان خبرا لما أبدلت منه في موضع خبر البدل و من قرأ «مََا جِئْتُمْ بِهِ اَلسِّحْرُ» كان ما في قوله موصولا و جئتم به الصلة و الهاء المجرورة عائدة على الموصول و خبر المبتدأ الذي هو الموصول السحر و مما يقوي هذا الوجه ما زعموا أنه في حرف عبد الله ما جئتم به سحر فعلى هذا يكون تقديره الذي جئتم به السحر و على الوجه الأول و هو أن يكون ما استفهاما فتقديره أي شي‌ء جئتم السحر و أما وجه الاستفهام مع علم موسى أنه سحر فإنه مثل قوله‌ «أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنََّاسِ اِتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلََهَيْنِ مِنْ دُونِ اَللََّهِ» في أنه للتقرير.

المعنى‌

«وَ قََالَ فِرْعَوْنُ » حكى الله سبحانه عن فرعون أنه حين أعجزه المعجزات التي ظهرت لموسى (ع) و لم يكن له في دفعها حيلة قال لقومه «اِئْتُونِي بِكُلِّ سََاحِرٍ عَلِيمٍ» بالسحر بليغ في عمله و إنما طلب فرعون كل ساحر ليتعاونوا على دفع ما أتى به موسى‌ و حتى لا يفوته شي‌ء من السحر بتأخر بعضهم و إنما فعل ذلك للجهل بأن ما أتى به موسى من عند الله و ليس بسحر و بعد ذلك علم أنه ليس بسحر فعائد كما قال سبحانه‌ «لَقَدْ عَلِمْتَ مََا أَنْزَلَ هََؤُلاََءِ إِلاََّ رَبُّ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ بَصََائِرَ» و قيل أنه علم أنه ليس بسحر و لكنه ظن أن السحر يقاربه مقاربة تشبيه‌} «فَلَمََّا جََاءَ اَلسَّحَرَةُ» الذين طلبهم فرعون و أمر بإحضارهم و موسى حاضر «قََالَ لَهُمْ مُوسى‌ََ أَلْقُوا مََا أَنْتُمْ مُلْقُونَ» و في الكلام حذف يدل عليه الظاهر و تقديره فلما أتوه بالسحرة و بالحبال و العصي قال لهم موسى «أَلْقُوا مََا أَنْتُمْ مُلْقُونَ» أي اطرحوا ما جئتم به و قيل معناه افعلوا ما أنتم فاعلون و هذا ليس بأمر بالسحر و لكنه قال ذلك على وجه التحدي و الإلزام أي من كان عنده ما يقاوم المعجزات فليلقه و قيل أنه أمر على الحقيقة بالإلقاء ليظهر بطلانه و إنما لم يقتصر على قوله «أَلْقُوا» لأنه أراد ألقوا جميع ما أنتم ملقون في المستأنف فلو اقتصر على ألقوا ما أفاد هذا المعنى و الإلقاء إخراج الشي‌ء عن اليد إلى جهة الأرض و يشبه بذلك قولهم ألقي عليه مسألة و ألقى عليه رداه‌} «فَلَمََّا أَلْقَوْا» أي‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست