responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 179

(1) - أخرى على الابتداء و يكون الخبر قوله «إِلاََّ فِي كِتََابٍ مُبِينٍ» .

اللغة

الشأن اسم يقع على الأمر و الحال تقول ما شأنك و ما بالك و ما حالك و الإفاضة الدخول في العمل على جهة الانصباب إليه مأخوذ من فيض الإناء إذا انصب الماء من جوانبه و منه قوله‌ أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفََاتٍ أي تفرقتم كتفرق الماء الذي ينصب من الإناء و العزوب الذهاب عن المعلوم و ضده حضور المعنى للنفس و تعزب إذا انفرد عن أهله .

الإعراب‌

ما في قوله «مََا أَنْزَلَ اَللََّهُ» في موضع نصب بأنزل و يكون بمعنى أي في الاستفهام و يحتمل أن يكون ما بمعنى الذي فيكون نصبا برأيتم.

ـ

المعنى‌

ثم أمر سبحانه نبيه ص أن يخاطب كفار مكة فقال «قُلْ» يا محمد لهم «أَ رَأَيْتُمْ مََا أَنْزَلَ اَللََّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ» فجعله حلالا «فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرََاماً وَ حَلاََلاً» أي جعلتم بعضه حراما و بعضه حلالا يعني ما حرموا من السائبة و البحيرة و الوصيلة و نحوها مما حرموا من زروعهم و إنما قال «أَنْزَلَ اَللََّهُ» لأن أرزاق العباد من المطر الذي ينزله الله «قُلْ» يا محمد لهم «آللََّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اَللََّهِ تَفْتَرُونَ» و معناه أنه لم يأذن لكم في شي‌ء من ذلك بل أنتم تكذبون في ذلك على الله سبحانه‌} «وَ مََا ظَنُّ اَلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اَللََّهِ اَلْكَذِبَ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ» معناه أي شي‌ء يظن الذين يكذبون على الله أنه يصيبهم يوم القيامة على افترائهم على الله أي لا ينبغي أن يظنوا أن يصيبهم على ذلك إلا العذاب الشديد و العقاب الأليم «إِنَّ اَللََّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى اَلنََّاسِ» بما فعل بهم من ضروب الإنعام «وَ لََكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاََ يَشْكُرُونَ» نعمه و يجحدونها و هذا الكلام خرج مخرج التقريع على افتراء الكذب و إن كان في صورة الاستفهام و تقديره أ يؤديهم افتراؤهم الكذب إلى خير أم شر و قيل أن معنى قوله «لَذُو فَضْلٍ عَلَى اَلنََّاسِ» أنه لم يضيق عليهم بالتحريم كما ادعيتم ذلك عليه و قيل معناه أنه لذو فضل على خلقه بترك معاجلة من افترى عليه الكذب بالعقوبة في الدنيا و إمهاله إياهم إلى يوم القيامة ثم بين سبحانه أن إمهاله إياهم ليس لجهل بحالهم فقال «وَ مََا تَكُونُ فِي شَأْنٍ» أي ما تكون أنت يا محمد في حال من الأحوال و في أمر من أمور الدين من تبليغ الرسالة و تعليم الشريعة و غير ذلك «وَ مََا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ» أي و ما تقرأ من الله من قرآن و قيل من الكتاب من قرآن و القرآن يقع على القليل و الكثير منه و قيل أن الهاء تعود إلى الشأن أي و ما تتلو من الشأن من قرآن «وَ لاََ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاََّ كُنََّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً» أي و لا تعمل أنت و أمتك من عمل إلا كنا عالمين به شاهدين عليكم به «إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ» أي تدخلون فيه و تخوضون فيه «وَ مََا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ» أي و ما يبعد و ما

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست