responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 177

(1) - قول الشاعر:

"و إذا هلكت فعند ذلك فاجزعي"

فالفاء في قوله فاجزعي زيادة كما كانت الفاء في قوله «فَلْيَفْرَحُوا» زيادة و لا تكون الزيادة الأولى لأن الظرف إنما يتعلق باجزعي فأما من قرأ فلتفرحوا بالتاء فإنه اعتبر الخطاب الذي قبل و هو قوله «قَدْ جََاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ» و زعموا أنها في حرف أبي فافرحوا قال أبو الحسن و زعموا أنها لغة و هي قليلة نحو لنضرب و أنت تخاطب فأما من قرأ هو خير مما تجمعون بالتاء فعلى أنه عنى المخاطبين و الغيب جميعا إلا أنك غلبت المخاطبة على الغيبة و من قرأ بالياء كان المعنى فافرحوا بذلك أيها المؤمنون أي أفرحوا بفضل الله و رحمته فإن ما آتاكموه من الموعظة شفاء لما في الصدور ثلج اليقين النفس بالإيمان و سكون النفس إليه خير مما يجمعه غيركم من أعراض الدنيا ممن فقد هذه الحال التي حزتموها.

المعنى‌

لما تقدم ذكر القرآن و ما فيه من الوعد و الوعيد عقبه سبحانه بذكر جلالة موقع القرآن و عظم محله في باب الأدلة فقال «يََا أَيُّهَا اَلنََّاسُ» خطاب لجميع الخلق و تنبيه لهم و يقال أنه خطاب لقريش «قَدْ جََاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ» يعني القرآن و الموعظة بيان ما تجب أن يحذر عنه و يرغب فيه و قيل هي ما يدعو إلى الصلاح و يزجر عن الفساد «وَ شِفََاءٌ لِمََا فِي اَلصُّدُورِ» الشفاء معنى كالدواء لإزالة الداء فداء الجهل أضر من داء البدن و علاجه أعسر و أطباؤه أقل و الشفاء منه أجل و الصدر موضع القلب و هو أجل موضع في البدن لشرف القلب «وَ هُدىً» أي و دلالة تؤدي إلى معرفة الحق «وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ» أي و نعمة لمن تمسك به و عمل بما فيه و خص المؤمنين بالذكر و إن كان القرآن موعظة و رحمة لجميع الخلق لأنهم الذين انتفعوا به وصف الله سبحانه القرآن في هذه الآية بأربع صفات بالموعظة و الشفاء لما في الصدور و بالهدى و الرحمة} «قُلْ بِفَضْلِ اَللََّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ» معناه قل يا محمد بإفضال الله و بنعمته فإنه يجوز إطلاق الفاضل على الله تعالى فوضع الفضل في موضع الإفضال كما وضع النبات في قوله‌ «وَ اَللََّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ اَلْأَرْضِ نَبََاتاً» في موضع الإنبات و قيل أن الفضل إلى الله بمعنى الملك كما يضاف العبد إليه بأنه مالك له «فَبِذََلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمََّا يَجْمَعُونَ» قال الزجاج قوله «فَبِذََلِكَ» بدل من قوله بِفَضْلِ اَللََّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ و هو يدل على أنه يعني به القرآن أي فبذلك فليفرح الناس لأنه خير لكم يا أصحاب محمد مما يجمعه هؤلاء الكفار من الأموال و معنى الآية قل لهؤلاء الفرحين بالدنيا المعتدين بها الجامعين لها إذا فرحتم بشي‌ء فافرحوا بفضل الله عليكم و رحمته لكم بإنزال هذا القرآن و إرسال محمد إليكم فإنكم تحصلون بهما نعيما دائما مقيما هو خير لكم من هذه الدنيا الفانية و قيل فضل الله هو القرآن

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست