responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 172

(1) -

المعنى‌

ثم بين سبحانه حالهم يوم الجمع فقال «وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ» أي يجمعهم من كل مكان إلى الموقف «كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا» في الدنيا «إِلاََّ سََاعَةً مِنَ اَلنَّهََارِ» أي كأنهم لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من النهار و معناه أنهم استقلوا أيام الدنيا فإن المكث في الدنيا و إن طال كان بمنزلة مكث ساعة في جنب الآخرة عن الضحاك و جماعة و قيل استقلوا أيام مقامهم في الدنيا لقلة انتفاعهم بأعمارهم فيها فكأنهم لم يلبثوا إلا يوما فيها لقلة فائدتها و قيل إنهم استقلوا مدة لبثهم في القبور عن ابن عباس و قد دل الله سبحانه بذلك على أنه لا ينبغي لأحد أن يغتر بطول ما يأمله من البقاء في الدنيا إذا كان عاقبته إلى الزوال «يَتَعََارَفُونَ بَيْنَهُمْ» معناه أن الخلق يعرف بعضهم بعضا في ذلك الوقت كما كانوا في الدنيا كذلك و قيل معناه يعرف بعضهم بعضا ما كانوا عليه من الخطإ و الكفر قال الكلبي يتعارفون إذا خرجوا من قبورهم ثم تنقطع المعرفة إذا عاينوا العذاب و يتبرأ بعضهم من بعض «قَدْ خَسِرَ اَلَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقََاءِ اَللََّهِ» أي بلقاء جزاء الله «وَ مََا كََانُوا مُهْتَدِينَ» للحق قال الحسن معناه خسروا أنفسهم لأنهم لم يكونوا مهتدين في الدنيا و لو كانوا مهتدين في الدنيا لم يخسروا أنفسهم و معناه أنهم خسروا الدنيا حين صرفوها إلى المعاصي و خسروا نعيم الآخرة حين فوتوها على أنفسهم بمعاصيهم «وَ إِمََّا نُرِيَنَّكَ» يا محمد في حياتك «بَعْضَ اَلَّذِي نَعِدُهُمْ» أي نعد هؤلاء الكفار من العقوبة في الدنيا قالوا و منها وقعة بدر «أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ» أي نميتنك قبل أن ينزل ذلك بهم‌ و ينزل ذلك بهم بعد موتك «فَإِلَيْنََا مَرْجِعُهُمْ» أي إلى حكمنا مصيرهم في الآخرة فلا يفوتوننا و قيل إن الله سبحانه وعد نبيه ص أن ينتقم له منهم إما في حياته أو بعد وفاته و لم يحده بوقت فقال إن ما وعدناه حقا لا محالة «ثُمَّ اَللََّهُ شَهِيدٌ عَلى‌ََ مََا يَفْعَلُونَ» أي عليم بأفعالهم حافظ لها فهو يوفيهم عقاب معاصيهم‌} «وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ» أي لكل جماعة على طريقة واحدة و دين واحد كأمة محمد و أمة موسى و عيسى (ع) رسول بعثه الله إليهم و حمله الرسالة التي يؤديها إليهم «فَإِذََا جََاءَ رَسُولُهُمْ» هاهنا حذف و إضمار و التقدير فإذا جاء رسولهم و بلغ الرسالة فكذبه قومه و صدقه آخرون «قُضِيَ بَيْنَهُمْ» فيهلك المكذبون و ينجو المؤمنون و قيل معناه فإذا جاء رسولهم يشهد عليهم يوم القيامة عن مجاهد و قيل في الدنيا بما أذن الله له من الدعاء عليهم قضي بينهم أي فصل بينهم الأمر على الحتم «بِالْقِسْطِ» أي بالعدل «وَ هُمْ لاََ يُظْلَمُونَ» أي لا ينقصون عن ثواب طاعاتهم و لا يزدادون في عقاب سيئاتهم.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست