responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 167

(1) - المعنى ما كان هذا القرآن افتراء فيكون مصدرا في موضع نصب بأنه خبر كان و تصديق عطف عليه أي و لكن كان تصديق الذي بين يديه «أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرََاهُ» أم هذه هي المنقطعة و تقديره بل أ يقولون و كيف في موضع نصب على أنه خبر كان.

المعنى‌

ثم رد الله سبحانه على الكفار قولهم‌ اِئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هََذََا أَوْ بَدِّلْهُ و قولهم إن النبي ص افترى هذا القرآن فقال «وَ مََا كََانَ هََذَا اَلْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى‌ََ» أي افتراء «مِنْ دُونِ اَللََّهِ» فأقام أن مع الفعل مقام المصدر بل هي وحي من الله و متلقى منه «وَ لََكِنْ تَصْدِيقَ اَلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ» من الكتب كما قال في موضع آخر مُصَدِّقاً لِمََا بَيْنَ يَدَيْهِ* و هذه شهادة من الله بأن القرآن صدق و شاهد لما تقدم من التوراة و الإنجيل و الزبور بأنها حق و من وجه آخر هو شاهد لها من حيث إنه مصداق لها على ما تقدمت البشارة به فيها و قيل معناه تصديق الذي بين يديه في المستقبل من البعث و النشور و الحساب و الجزاء «وَ تَفْصِيلَ اَلْكِتََابِ» أي تبيين المعاني المجملة في القرآن من الحلال و الحرام و الأحكام الشرعية و قيل معناه و بيان الأدلة التي تحتاجون إليها في أمور دينكم «لاََ رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ اَلْعََالَمِينَ» أي لا شك فيه أنه نازل من عند الله و أنه معجز لا يقدر أحد على مثله و هذا غاية في التحدي‌} «أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرََاهُ» هذا تقرير على موضع الحجة بعد مضي حجة أخرى و تقديره بل أ يقولون افتراه هذا فألزمهم على الأصل الفاسد إمكان أن يأتوا بمثله و «قُلْ» لهم «فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ» أي مثله في البلاغة لأنكم من أهل لسانه فلو قدر على ذلك لقدرتم أنتم أيضا عليه فإذا عجزتم عن ذلك فاعلموا أنه ليس من كلام البشر و أنه منزل من عند الله عز اسمه و قيل «بِسُورَةٍ مِثْلِهِ» أي بسورة مثل سورة منه و قال مثله لأنه إنما التمس من هذا شبه الجنس «وَ اُدْعُوا مَنِ اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اَللََّهِ» أي و ادعوا من قدرتم عليه من دون الله و استعينوا به للمعاضدة على المعارضة بسورة مثله «إِنْ كُنْتُمْ صََادِقِينَ» في أن هذا القرآن مفترى من دون الله و هذا أيضا غاية في التحدي و التعجيز «بَلْ كَذَّبُوا بِمََا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ» أي بما كذبوا و لم يعلموه من جميع وجوهه لأن في القرآن ما يعلم المراد منه بدليل و يحتاج إلى الفكر فيه و الرجوع إلى الرسول في معرفة مراده و ذلك مثل المتشابه فالكفار لما لم يعرفوا المراد بظاهره كذبوا به و قيل معناه بل كذبوا بما لم يحيطوا علما بكيفية نظمه و ترتيبه و هذا كما أن الناس يعرفون ألفاظ الشعر و الخطب و معانيها و لا يمكنهم إبداعها لجهلهم بنظمها و ترتيبها و قال الحسن معناه بل كذبوا بالقرآن من غير علم ببطلانه و قيل معناه بل كذبوا بما في القرآن من الجنة و النار و البعث و النشور و الثواب و العقاب «وَ لَمََّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ» أي لم يأتهم بعد حقيقة ما وعد في الكتاب مما يؤول إليه أمرهم من العقوبة و قيل معناه إن في القرآن أشياء لا يعلموه هم و لا يمكنهم معرفته إلا بالرجوع إلى‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست