responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 155

(1) -

اللغة

الزخرف كمال حسن الشي‌ء و يقال زخرفته أي حسنته و منه زخرفت الجنة لأهلها أي زينت بأحسن الألوان و غني بالمكان أقام به و المغاني المنازل قال النابغة :

غنيت بذلك إذ هم لك جيرة # منها بعطف رسالة و تودد

و الدعاء طلب الفعل بما يقع لأجله و الداعي إلى الفعل خلاف الصارف عنه و الفرق بين الدعاء و الأمر أن في الأمر ترغيبا في الفعل و زجرا عن تركه و له صيغة تنبئ عنه و الدعاء ليس كذلك و كلاهما طلب و أيضا فإن الأمر يقتضي أن يكون المأمور دون الأمر في الرتبة و الدعاء يقتضي أن يكون فوقه .

المعنى‌

لما تقدم ما يوجب الترغيب في الآخرة و التزهيد في الدنيا عقبه سبحانه بذكر صفة الدارين فقال «إِنَّمََا مَثَلُ اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا» أي صفة الحياة الدنيا أو شبه الحياة الدنيا في سرعة فنائها و زوالها «كَمََاءٍ أَنْزَلْنََاهُ مِنَ اَلسَّمََاءِ» و هو المطر «فَاخْتَلَطَ بِهِ» أي بذلك المطر «نَبََاتُ اَلْأَرْضِ» لأن المطر يدخل في خلل النبات فيختلط به و قيل معناه فاختلط بسببه بعض النبات بالبعض فاختلط ما يأكل الناس بما يأكل الأنعام و ما يقتات بما يتفكه ثم فصل ذلك فقال «مِمََّا يَأْكُلُ اَلنََّاسُ» كالحبوب و الثمار و البقول «وَ اَلْأَنْعََامُ» كالحشيش و سائر أنواع المراعي و قد قيل في المشبه و المشبه به في الآية أقوال (أحدها) أنه تعالى شبه الحياة الدنيا بالماء فيما يكون به من الانتفاع ثم الانقطاع (و ثانيها) أنه شبهها بالنبات على ما وصفه من الاغترار به ثم المصير إلى الزوال عن الجبائي و أبي مسلم (و ثالثها) أنه تعالى شبه الحياة الدنيا بحياة مقدرة على هذه الأوصاف «حَتََّى إِذََا أَخَذَتِ اَلْأَرْضُ زُخْرُفَهََا» أي حسنها و بهجتها بأنواع الألوان و أجناس النبات و غير ذلك «وَ اِزَّيَّنَتْ» أي تزينت في عين رائيها «وَ ظَنَّ أَهْلُهََا» أي مالكها «أَنَّهُمْ قََادِرُونَ عَلَيْهََا» أي على الانتفاع بها و معناه بلغت المبلغ الذي ظن أهلها أنهم‌ يحصدونها و يقدرون على غلتها أو إدامتها «أَتََاهََا أَمْرُنََا لَيْلاً أَوْ نَهََاراً» أي أتاها عذابنا من برد أو برد و قيل معناه أتاها حكمنا و قضاؤنا بإهلاكها و إتلافها «فَجَعَلْنََاهََا حَصِيداً» أي محصودة و معناها مقطوعة مقلوعة ذاهبة يابسة «كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ» أي كأن لم تقم على تلك الصفة بالأمس و معناه كأن لم تكن و لم توجد من قبل «كَذََلِكَ نُفَصِّلُ اَلْآيََاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» أي مثل ذلك نميز الآيات لقوم يتفكرون فيها فيعتبرون بها و لما بين سبحانه أن الدنيا تنقطع و تفنى بالموت كما يفنى هذا النبات بفنون‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست