responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 153

(1) - على طريق البلاغة لشدة إدراك الحاسة إياها «إِذََا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيََاتِنََا» أي فهم يحتالون لدفع آياتنا بكل ما يجدون السبيل إليه من شبهة أو تخليط في مناظرة أو غير ذلك من الأمور الفاسدة و قال مجاهد مكرهم استهزاؤهم و تكذيبهم «قُلِ» يا محمد لهم «اَللََّهُ أَسْرَعُ مَكْراً» أي أقدر جزاء على المكر و معناه أن ما يأتيهم من العقاب أسرع مما أتوه من المكر أي أوقع في حقه و قيل أن مكره سبحانه إنزاله العقوبة بهم من حيث لا يشعرون «إِنَّ رُسُلَنََا» يعني الملائكة الحفظة «يَكْتُبُونَ مََا تَمْكُرُونَ» أي ما تدبرون من سوء التدبير و في هذا غاية الزجر و التهديد من وجهين (أحدهما) أنه يحفظ مكرهم (و الآخر) أنه أقدر على جزائهم و أسرع فيه ثم امتن الله سبحانه على خلقه بأن عدد نعمه التي يفعلها بهم في كل حال فقال‌} «هُوَ اَلَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي اَلْبَرِّ وَ اَلْبَحْرِ» أي يمكنكم من المسير في البر و البحر بما هيأ لكم من آلات السير و هي خلق الدواب و تسخيرها لكم لتركبوها في البر و تحملوا عليها أثقالكم و هيأ السفن في البحر و إرسال الرياح المختلفة التي تجري بالسفن في الجهات المختلفة «حَتََّى إِذََا كُنْتُمْ فِي اَلْفُلْكِ» خص الخطاب براكب البحر أي إذا كنتم راكبي السفن في البحر «وَ جَرَيْنَ بِهِمْ» أي و جرت السفن بالناس لما ركبوها عدل عن الخطاب إلى الإخبار عن الغائب تصرفا في الكلام على أنه يجوز أن يكون خطابا لمن كان في تلك الحال و إخبارا لغيرهم من الناس «بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ» أي بريح لينة يستطيبونها «وَ فَرِحُوا بِهََا» أي سروا بتلك الريح لأنها تبلغهم مقصودهم عن أبي مسلم و قيل فرحوا بالسفينة حيث حملتهم و أمتعتهم «جََاءَتْهََا رِيحٌ عََاصِفٌ» أي جاءت للسفينة ريح عاصف شديدة الهبوب الهائلة «وَ جََاءَهُمُ اَلْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكََانٍ» من البحر و الموج اضطراب البحر و معناه و جاء راكبي البحر الأمواج العظيمة من جميع الوجوه «وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ» أي أيقنوا أنهم دنوا من الهلاك و قيل غلب على ظنهم أنهم سيهلكون لما أحاط بهم من الأمواج «دَعَوُا اَللََّهَ» عند هذه الشدائد و الأهوال و التجئوا إليه ليكشف ذلك عنهم «مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ» أي على وجه الإخلاص في الاعتقاد و لم يذكروا الأوثان و الأصنام لعلمهم بأنها لا تنفعهم هاهنا شيئا و قالوا «لَئِنْ أَنْجَيْتَنََا» يا رب «مِنْ هََذِهِ» الشدة «لَنَكُونَنَّ مِنَ اَلشََّاكِرِينَ» أي من جملة من يشكرك على نعمك و قوله «جََاءَتْهََا رِيحٌ عََاصِفٌ» جواب قوله «إِذََا كُنْتُمْ فِي اَلْفُلْكِ» و قوله «دَعَوُا اَللََّهَ» جواب قوله «وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ» } «فَلَمََّا أَنْجََاهُمْ» أي خلصهم الله تعالى من تلك المحن «إِذََا هُمْ يَبْغُونَ فِي اَلْأَرْضِ بِغَيْرِ اَلْحَقِّ» أي يعملون فيها بالمعاصي و الفساد و يشتغلون بالظلم على الأنبياء و على المسلمين «يََا أَيُّهَا اَلنََّاسُ إِنَّمََا بَغْيُكُمْ عَلى‌ََ أَنْفُسِكُمْ مَتََاعَ اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا» أي بغي بعضكم على بعض و ما ينالونه به متاع في الدنيا و إنما تأتونه لحبكم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست