responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 147

(1) - المنزلة في القرآن «بَيِّنََاتٍ» أي واضحات في الحلال و الحرام و سائر الشرائع و هي نصب على الحال «قََالَ اَلَّذِينَ لاََ يَرْجُونَ لِقََاءَنَا» أي لا يؤمنون بالبعث و النشور فلا يخشون عقابنا و لا يطمعون في ثوابنا «اِئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هََذََا» الذي تتلوه علينا «أَوْ بَدِّلْهُ» فاجعله على خلاف ما تقرؤه و الفرق بينهما أن الإتيان بغيره قد يكون معه و تبديله لا يكون إلا برفعه و قيل معنى قوله «بَدِّلْهُ» غير أحكامه من الحلال أو الحرام أرادوا بذلك زوال الخطر عنهم و سقوط الأمر منهم و أن يخلى بينهم و بين ما يريدونه «قُلْ» يا محمد «مََا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقََاءِ نَفْسِي» أي من جهة نفسي و ناحية نفسي و لأنه معجز فلا أقدر على الإتيان بمثله «إِنْ أَتَّبِعُ إِلاََّ مََا يُوحى‌ََ إِلَيَّ» أي ما أتبع إلا الذي أوحي إلى «إِنِّي أَخََافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي» في اتباع غيره «عَذََابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ» أي يوم القيامة و من استدل بهذه الآية على أن نسخ القرآن بالسنة لا يجوز فقد أبعد لأنه إذا نسخ القرآن بالسنة و ما يقوله النبي ص فإنه يقوله بالوحي من الله فلم ينسخ القرآن و لم يبدله من قبل نفسه بل يكون تبديله من قبل الله تعالى و لكن لا يكون قرآنا و يؤيد ذلك قوله‌ «وَ مََا يَنْطِقُ عَنِ اَلْهَوى‌ََ ` إِنْ هُوَ إِلاََّ وَحْيٌ يُوحى‌ََ» «قُلْ» يا محمد «لَوْ شََاءَ اَللََّهُ مََا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ» معناه لو شاء الله ما تلوت هذا القرآن عليكم بأن كان لا ينزله علي «وَ لاََ أَدْرََاكُمْ بِهِ» أي و لا أعلمكم الله به بأن لا ينزله علي فلا أقرؤه عليكم فلا تعلمونه «فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ» أي فقد مكثت و أقمت بينكم دهرا طويلا من قبل إنزال القرآن فلم أقرأه عليكم فلا تعلمونه و لا ادعيت نبوة حتى أكرمني الله تعالى به «أَ فَلاََ تَعْقِلُونَ» أي أ فلا تتفكرون فيه بعقولكم فتعلموا أن المصلحة فيما أنزله الله تعالى دون ما تقرءونه قال علي بن عيسى العقل هو العلم الذي يمكن به الاستدلال بالشاهد على الغائب و الناس يتفاضلون فيه بالأمر المتفاوت فبعضهم أعقل من بعض إذا كان أقدر على الاستدلال من بعض‌} «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ اِفْتَرى‌ََ عَلَى اَللََّهِ» أي لا أحد أظلم ممن اخترع على الله «كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيََاتِهِ إِنَّهُ لاََ يُفْلِحُ اَلْمُجْرِمُونَ» أي المشركون عن الحسن فإن قيل أ ليس من ادعى الربوبية أعظم ظلما من المدعي للنبوة قلنا إن المراد بقوله «مِمَّنِ اِفْتَرى‌ََ عَلَى اَللََّهِ كَذِباً» من كفر بالله تعالى فقد دخل فيه من ادعى الربوبية و غيره من أنواع الكفار فكأنه قال لا أحد أظلم من الكافر.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست