responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 127

(1) - ذلك نفرا لما فيه من مجاهدة أعداء الدين قال القاضي أبو عاصم و في هذا دليل على اختصاص الغربة بالتفقه و أن الإنسان يتفقه في الغربة ما لا يمكنه ذلك في الوطن ثم بين سبحانه ما يجب تقديمه فقال‌} «يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا قََاتِلُوا اَلَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ اَلْكُفََّارِ» أي قاتلوا من قرب منكم من الكفار الأقرب منهم فالأقرب في النسب و الدار و قال الحسن كان هذا قبل الأمر بقتال المشركين كافة و قال غيره هذا الحكم قائم الآن لأنه لا ينبغي لأهل كل بلد أن يخرجوا إلى قتال الأبعد و يدعوا الأقرب و الأدنى لأن ذلك يؤدي إلى الضرر و ربما يمنعهم ذلك عن المضي في وجهتهم إلا أن يكون بينهم و بين الأقرب موادعة فلا بأس حينئذ بمجاوزة الأقرب إلى الأبعد على ما يراه المتولي لأمور المسلمين و لو قال سبحانه قاتلوا الأبعد فالأبعد لكان لا يصح لأنه لا حد للأبعد يبتدئ منه كما للأقرب و في هذا دلالة على أنه يجب على أهل كل ثغر الدفاع عن أنفسهم إذا خافوا على بيضة الإسلام و إن لم يكن هناك إمام عادل و قال ابن عباس أمروا أن يقاتلوا الأدنى فالأدنى من عدوهم مثل قريظة و النضير و خيبر و فدك و قال ابن عمر أنهم الروم لأنهم سكان الشام و الشام أقرب إلى المدينة من العراق و كان الحسن إذا سئل عن قتال الروم و الترك و الديلم تلا هذه الآية «وَ لْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً» أي شجاعة عن ابن عباس و قيل شدة عن مجاهد و قيل صبرا على الجهاد عن الحسن و المعنى و ليحسوا منكم بضد اللين و خلاف الرقة و هو العنف و الشدة ليكون زجرا لهم «وَ اِعْلَمُوا أَنَّ اَللََّهَ مَعَ اَلْمُتَّقِينَ» عن الشرك أي معينهم و ناصرهم و من كان الله ناصره لم يغلبه أحد فأما إذا نصره سبحانه بالحجة فإنه يجوز أن يغلب بالحرب لضرب من المحنة و شدة التكليف ثم عاد الكلام إلى ذكر المنافقين فقال سبحانه‌} «وَ إِذََا مََا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ» في القرآن «فَمِنْهُمْ» أي من المنافقين «مَنْ يَقُولُ» على وجه الإنكار أي يقول بعضهم لبعض «أَيُّكُمْ زََادَتْهُ هََذِهِ» السورة «إِيمََاناً» و قيل معناه يقول المنافقون للمؤمنين الذين في إيمانهم ضعف أيكم زادته هذه السورة إيمانا أي يقينا و بصيرة «فَأَمَّا اَلَّذِينَ آمَنُوا فَزََادَتْهُمْ إِيمََاناً» معناه فأما المؤمنون المخلصون فزادتهم تصديقا بالفرائض مع إيمانهم بالله عن ابن عباس و وجه زيادة الإيمان أنهم كانوا مؤمنين بما قد نزل من قبل و آمنوا بما أنزل الآن «وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ» أي يسرون و يبشر بعضهم بعضا قد تهللت وجوههم و فرحوا بنزولها} «وَ أَمَّا اَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ» أي شك و نفاق «فَزََادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ» أي نفاقا و كفرا إلى نفاقهم و كفرهم لأنهم يشكون في هذه السورة كما شكوا فيما تقدمها من السورة فذلك هو الزيادة و سمي الكفر رجسا على وجه الذم له‌ و أنه يجب تجنبه كما يجب تجنب الأرجاس و أضاف الزيادة إلى السورة لأنهم يزدادون عندها رجسا و مثله كفى بالسلامة داء و قول الشاعر:

"و حسبك داء أن تصح و تسلما"

«وَ مََاتُوا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست