responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 121

(1) - بالانصراف من غزاتهم من غير أمر فعصمهم الله تعالى من ذلك حتى مضوا مع النبي ص «ثُمَّ تََابَ عَلَيْهِمْ» من بعد ذلك الزيغ و لم يرد بالزيغ هاهنا الزيغ عن الإيمان «إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ» تداركهم برحمته و الرأفة أعظم من الرحمة} «وَ عَلَى اَلثَّلاََثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا» قال مجاهد معناه خلفوا عن قبول التوبة بعد قبول توبة من قبل توبتهم من المنافقين كما قال سبحانه فيما مضى‌ «وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اَللََّهِ إِمََّا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمََّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ» و قال الحسن و قتادة معناه خلفوا عن غزوة تبوك لما تخلفوا هم و أما قراءة أهل البيت (ع) خالفوا فإنهم قالوا لو كانوا «خُلِّفُوا» لما توجه عليهم العتب و لكنهم خالفوا «حَتََّى إِذََا ضََاقَتْ عَلَيْهِمُ اَلْأَرْضُ بِمََا رَحُبَتْ» أي برحبها و ما هاهنا مصدرية و معناه ضاقت عليهم الأرض مع اتساعها و هذه صفة من بلغ غاية الندم حتى كأنه لا يجد لنفسه مذهبا و ذلك بأن النبي أمر الناس بأن لا يجالسوهم و لا يكلموهم كما مر ذكره لأنه كان نزلت توبة الناس و لم تنزل توبتهم و لم يكن ذلك على معنى رد توبتهم لأنهم كانوا مأمورين بالتوبة و لا يجوز في الحكمة رد توبة من يتوب في وقت التوبة و لكن الله سبحانه أراد بذلك تشديد المحنة عليهم في تأخير إنزال توبتهم و أراد بذلك استصلاحهم و استصلاح غيرهم لئلا يعودوا إلى مثله «وَ ضََاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ» هذه عبارة عن المبالغة في الغم حتى كأنهم لم يجدوا لأنفسهم موضعا يخفونها فيه و قيل معنى ضيق أنفسهم ضيق صدورهم بالهم الذي حصل فيها «وَ ظَنُّوا أَنْ لاََ مَلْجَأَ مِنَ اَللََّهِ إِلاََّ إِلَيْهِ» أي و أيقنوا أنه لا يعصمهم من الله موضع يعتصمون به و يلجئون إليه غيره تعالى و معناه علموا أنه لا معتصم من الله إلا به و أن لا ينجيهم من عذاب الله إلا التوبة «ثُمَّ تََابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا» أي ثم سهل الله عليهم التوبة حتى تابوا و قيل ليتوبوا أي ليعودوا إلى حالتهم الأولى قبل المعصية و قيل معناه ثم تاب على الثلاثة و أنزل توبتهم على نبيه ص ليتوب المؤمنون من ذنوبهم لعلمهم بأن الله سبحانه قابل التوبة قال الحسن أما و الله ما سفكوا من دم و لا أخذوا من مال و لا قطعوا من رحم و لكن المسلمين تسارعوا في الشخوص مع رسول الله ص و تخلف هؤلاء و كان أحدهم تخلف بسبب ضيعة له و الآخر لأهله و الآخر طلبا للراحة ثم ندموا و تابوا فقبل الله توبتهم «إِنَّ اَللََّهَ هُوَ اَلتَّوََّابُ» أي الكثير القبول للتوبة «اَلرَّحِيمُ» بعباده.

ـ

النظم‌

اتصلت الآية الأولى بقوله‌ «اَلتََّائِبُونَ» الآية أثنى الله سبحانه عليهم هناك و بين في هذه الآية قبول توبتهم و رضاه عنه باتباعهم للنبي ص في ساعة العسرة عن أبي مسلم و قيل إنه سبحانه لما ذكر أن له ملك السماوات و الأرض و لا ناصر لأحد دونه بين عقيبه رحمته بالمؤمنين و رأفته بهم في قبول توبتهم.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست