responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 116

(1) - الحكمة تمنع منه و إنما كان يدل على أنه لا ينبغي أن يختاره و معناه لم يجعل الله في دينه و لا في حكمه أن يستغفروا للمشركين و لو دعتهم رقة القرابة و شفقة الرحم إلى الاستغفار لهم بعد ما ظهر أن لهم عذابا عظيما ثم بين سبحانه الوجه في استغفار إبراهيم لأبيه مع كونه كافرا سواء كان أباه الذي ولده أو جده لأمه أو عمه على ما رواه أصحابنا فقال‌} «وَ مََا كََانَ اِسْتِغْفََارُ إِبْرََاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاََّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهََا إِيََّاهُ» أي لم يكن استغفاره له إلا صادرا عن موعدة وعدها إياه و اختلف في صاحب هذه الموعدة هل هو إبراهيم و أبوه فقيل أن الموعدة كانت من الأب وعد بها إبراهيم أنه يؤمن أن استغفر له لذلك «فَلَمََّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلََّهِ» و لا يفي بما وعد «تَبَرَّأَ مِنْهُ» و ترك الدعاء له و هو المروي عن ابن عباس و مجاهد و قتادة إلا أنهم قالوا إنما تبين عداوته لما مات على كفره و قيل أن الموعدة كانت من إبراهيم قال لأبيه إني أستغفر لك ما دمت حيا و كان يستغفر له مقيدا بشرط الإيمان فلما آيس من إيمانه تبرأ منه و هذا يوافق قراءة الحسن إلا عن موعدة وعدها أباه و يقويه قوله‌ إِلاََّ قَوْلَ إِبْرََاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَ مََا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اَللََّهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ «إِنَّ إِبْرََاهِيمَ لَأَوََّاهٌ» أي دعاء كثير الدعاء و البكاء عن ابن عباس و هو المروي عن أبي عبد الله (ع) و قيل الأواه الرحيم بعباد الله عن الحسن و قتادة و قيل هو الذي إذا ذكر النار قال أوه عن كعب و قيل الأواه المؤمن بلغة الحبشة عن ابن عباس و قيل الأواه الموقن المستيقن عن مجاهد و عكرمة و قيل الأواه العفيف عن النخعي و قيل هو الراجع عن كل ما يكره الله عز و جل عن عطا و قيل هو الخاشع المتضرع رواه عبد الله بن شداد عن النبي ص و قيل هو المسبح الكثير الذكر لله سبحانه عن عقبة بن عامر و قيل هو المتأوه شفقا و فرقا المتضرع يقينا بالإجابة و لزوما للطاعة عن أبي عبيدة و قال الزجاج و قد انتظم قول أبي عبيدة أكثر ما روي في الأواه «حَلِيمٌ» يقال بلغ من حلم إبراهيم (ع) إن رجلا قد أذاه و شتمه‌ فقال له هداك الله و قيل الحليم السيد عن ابن عباس و أصله أنه الصبور على الأذى الصفوح عن الذنب.

النظم‌

لما تقدم ذكر الكفار و المنافقين و المنع من موالاتهم و الصلاة عليهم و القيام على قبرهم للدعاء لهم نهي عن دعائهم بعد موتهم و لما نهى الله النبي و المؤمنين عن الاستغفار للمشركين ذكر قصة إبراهيم و عذره في الاستغفار لأبيه و أما قوله «إِنَّ إِبْرََاهِيمَ لَأَوََّاهٌ حَلِيمٌ» فإنما اتصل بما قبله بأنه إذا كان له صفة الرأفة و الرحمة يكون في دعائه أخلص و على خلاص أقربائه من العذاب أحرص و مع ذلك تبرأ منه لما يئس من فلاحه.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست