responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 114

(1) - إيجاب الجنة لهم وعد على الله حق لا شك فيه و تقديره وعدهم الله الجنة على نفسه وعدا حقا أي صدقا واجبا لا خلف فيه «فِي اَلتَّوْرََاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ وَ اَلْقُرْآنِ » و هذا يدل على أن أهل كل ملة أمروا بالقتال وعدوا عليه الجنة عن الزجاج «وَ مَنْ أَوْفى‌ََ بِعَهْدِهِ مِنَ اَللََّهِ» معناه لا أحد أوفى بعهده من الله لأنه يفي و لا يخلف بحال «فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ اَلَّذِي بََايَعْتُمْ بِهِ» فافرحوا بهذه المبايعة حتى ترى آثار السرور في وجوهكم بسبب هذه المبايعة لأنكم بعتم الشي‌ء من مالكه و أخذتم ثمنه و لأنكم بعتم فانيا بباق و زائلا بدائم «وَ ذََلِكَ هُوَ اَلْفَوْزُ اَلْعَظِيمُ» أي ذلك الشراء و البيع الظفر الكبير الذي لا يقاربه شي‌ء ثم وصف الله سبحانه المؤمنين الذين اشترى منهم الأنفس و الأموال بأوصاف فقال‌} «اَلتََّائِبُونَ» أي الراجعون إلى طاعة الله و المنقطعون إليه النادمون على ما فعلوه من القبائح «اَلْعََابِدُونَ» أي الذين يعبدون الله وحده و يتذللون له بطاعته في أوامره و نواهيه و قيل هم الذين أخذوا من أبدانهم في ليلهم و نهارهم فعبدوا الله في السراء و الضراء عن الحسن و قتادة «اَلْحََامِدُونَ» أي الذين يحمدون الله على كل حال عن الحسن و قيل هم الشاكرون لنعم الله على وجه الإخلاص له «اَلسََّائِحُونَ» أي الصائمون عن ابن عباس و ابن مسعود و الحسن و سعيد بن جبير و مجاهد و روي مرفوعا عن النبي ص أنه قال سياحة أمتي الصيام‌ و قيل هم الذين يسيحون في الأرض فيعتبرون بعجائب الله تعالى و قيل هم طلبة العلم يسيحون في الأرض لطلبه عن عكرمة «اَلرََّاكِعُونَ اَلسََّاجِدُونَ» أي المؤدون للصلاة المفروضة التي فيها الركوع و السجود «اَلْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنََّاهُونَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ» أدخل الواو هنا لأن الأمر بالمعروف يتضمن النهي عن المنكر فكأنهما شي‌ء واحد و لأنه قرن النهي عن المنكر بالأمر بالمعروف في أكثر المواضع فأدخل الواو ليدل على المقارنة «وَ اَلْحََافِظُونَ لِحُدُودِ اَللََّهِ» أي و القائمون بطاعة الله عن ابن عباس يعني الذين يؤدون فرائض الله و أوامره و يجتنبون نواهيه لأن حدود الله أوامره و نواهيه و إنما أدخل الواو لأنه جاء و هو أقرب إلى المعطوف «وَ بَشِّرِ اَلْمُؤْمِنِينَ» هذا أمر النبي ص أن يبشر المصدقين بالله المعترفين بنبوته بالثواب الجزيل و المنزلة الرفيعة خاصة إذا جمعوا هذه الأوصاف و قد روى أصحابنا أن هذه صفات الأئمة المعصومين (ع) لأنه لا يكاد يجمع هذه الأوصاف على تمامها و كمالها غيرهم و لقي الزهري علي بن الحسين (ع) في طريق الحج فقال له تركت الجهاد و صعوبته و أقبلت إلى الحج و الله سبحانه يقول «إِنَّ اَللََّهَ اِشْتَرى‌ََ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ» الآية فقال (ع) له أتم الآية الأخرى «اَلتََّائِبُونَ اَلْعََابِدُونَ» إلى آخرها ثم قال إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست