responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 113

(1) -

اللغة

السائح من ساح في الأرض يسيح سيحا إذا استمر في الذهاب و منه السيح الماء الجاري و من ذلك يسمى الصائم‌ سائحا لاستمراره على الطاعة في ترك المشتهى .

الإعراب‌

وعدا نصب على المصدر لأن قوله «اِشْتَرى‌ََ» يدل على أنه وعد و مثله صُنْعَ اَللََّهِ اَلَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ و فِطْرَتَ اَللََّهِ اَلَّتِي فَطَرَ اَلنََّاسَ عَلَيْهََا .

المعنى‌

لما تقدم ذكر المؤمنين و المنافقين عقب سبحانه بالترغيب في الجهاد فقال «إِنَّ اَللََّهَ اِشْتَرى‌ََ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوََالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ اَلْجَنَّةَ» حقيقة الاشتراء لا تجوز على الله تعالى لأن المشتري إنما يشتري ما لا يملكه و هو عز اسمه مالك الأشياء كلها لكنه مثل قوله‌ مَنْ ذَا اَلَّذِي يُقْرِضُ اَللََّهَ قَرْضاً حَسَناً في أنه ذكر لفظ الشراء و القرض تلطفا لتأكيد الجزاء و لما كان سبحانه ضمن الثواب على نفسه عبر عن ذلك بالاشتراء و جعل الثواب ثمنا و الطاعات مثمنا على ضرب من المجاز و أخبر أنه اشترى من المؤمنين أنفسهم يبذلونها في الجهاد في سبيل الله و أموالهم أيضا ينفقونها ابتغاء مرضاة الله على أن يكون في مقابلة ذلك الجنة و روي عن الأعمش أنه قرأ بالجنة و هي قراءة عمر بن الخطاب و الجهاد قد يكون بالسيف و قد يكون باللسان و ربما كان جهاد اللسان أبلغ لأن سبيل الله دينه و الدعاء إلى الدين يكون أولا باللسان و السيف تابع له و لأن إقامة الدليل على صحة المدلول أولى و إيضاح الحق و بيانه أحرى و ذلك لا يكون إلا باللسان و قد قال النبي ص يا علي لأن يهدي الله على يديك نسمة خير مما طلعت عليه الشمس‌ و إنما ذكر سبحانه شراء النفس و المال لأن العبادات على ضربين بدنية و مالية و لا ثالث لهما و يروى أن الله سبحانه تاجر المؤمنين فأغلى لهم الثمن فجعل ثمنهم الجنة و كان الصادق (ع) يقول أيا من ليست له همة أنه ليس لأبدانكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها و أنشد الأصمعي‌ للصادق (ع) :

أثامن بالنفس النفيسة ربها # فليس لها في الخلق كلهم ثمن

بها نشتري الجنات إن أنا بعتها # بشي‌ء سواها إن ذلكم غبن

إذا ذهبت نفسي بدنيا أصبتها # فقد ذهب الدنيا و قد ذهب الثمن‌

«يُقََاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اَللََّهِ» هذا بيان للغرض الذي لأجله اشتراهم «فَيَقْتُلُونَ» المشركين «وَ يُقْتَلُونَ» أي و يقتلهم المشركون يعني أن الجنة عوض عن جهادهم سواء قتلوا أو قتلوا و من قرأ فيقتلون و يقتلون فهو المختار عن الحسن لأنه يكون تسليم النفس إلى المشتري أقرب و البائع إنما يستحق الثمن بتسليم المبيع «وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا» معناه إن‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست