responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 110

(1) -

المعنى‌

ثم ذكر سبحانه جماعة أخرى من المنافقين بنوا مسجدا للتفريق بين المسلمين و طلب الغوائل للمؤمنين فقال «وَ اَلَّذِينَ اِتَّخَذُوا مَسْجِداً» و المسجد موضع السجود في الأصل و صار بالعرف اسما لبقعة مخصوصة بنيت للصلاة فالاسم عرفي فيه معنى اللغة «ضِرََاراً» أي مضارة يعني الضرر بأهل مسجد قبا أو مسجد الرسول ص ليقل الجمع فيه «وَ كُفْراً» أي و لإقامة الكفر فيه و قيل أراد أنه كان اتخاذهم ذلك كفرا بالله و قيل ليكفروا فيه بالطعن على رسول الله ص و الإسلام «وَ تَفْرِيقاً بَيْنَ اَلْمُؤْمِنِينَ» أي لاختلاف الكلمة و إبطال الألفة و تفريق الناس عن رسول الله ص «وَ إِرْصََاداً لِمَنْ حََارَبَ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ» أي أرصدوا ذلك المسجد و اتخذوه و أعدوا لأبي عامر الراهب و هو الذي حارب الله و رسوله من قبل و كان من قصته أنه كان قد ترهب في الجاهلية و لبس المسوح فلما قدم النبي ص المدينة حسده و حزب عليه الأحزاب ثم هرب بعد فتح مكة إلى الطائف فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام و خرج إلى الروم و تنصر و هو أبو حنظلة غسيل الملائكة الذي قتل مع النبي ص يوم أحد و كان جنبا فغسلته الملائكة و سمى رسول الله ص أبا عامر الفاسق‌ و كان قد أرسل إلى المنافقين أن استعدوا و ابنوا مسجدا فإني أذهب إلى قيصر و آتي من عنده بجنود و أخرج محمدا من المدينة فكان هؤلاء المنافقون يتوقعون أن يجيئهم أبو عامر فمات قبل أن يبلغ ملك الروم «وَ لَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنََا إِلاَّ اَلْحُسْنى‌ََ» معناه أن هؤلاء يحلفون كاذبين ما أردنا ببناء هذا المسجد إلا الفعلة الحسنى من التوسعة على أهل الضعف و العلة من المسلمين فأطلع الله نبيه على فساد طويتهم و خبث سريرتهم فقال «وَ اَللََّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكََاذِبُونَ» و كفى لمن يشهد الله سبحانه بكذبه خزيا فوجه رسول الله ص عند قدومه من تبوك عاصم بن عوف العجلاني و مالك بن الدخشم و كان مالك من بني عمرو بن‌ عوف فقال لهما انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فأهدماه و حرقاه‌ و روي أنه بعث عمار بن ياسر و وحشيا فحرقاه و أمر بأن يتخذ كناسة يلقى فيها الجيف‌ ثم نهى الله سبحانه أن يقوم في هذا المسجد فقال‌} «لاََ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً» أي لا تصل فيه أبدا يقال فلان يقوم بالليل أي يصلي ثم أقسم فقال «لَمَسْجِدٌ» أي و الله لمسجد «أُسِّسَ عَلَى اَلتَّقْوى‌ََ» أي بني أصله على تقوى الله و طاعته «مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ» أي منذ أول يوم وضع أساسه عن المبرد «أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ» أي أولى بأن تصلي فيه و اختلف في هذا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست