responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 109

109

(1) - فِيهِ» ثم استؤنف الكلام فقيل «فِيهِ رِجََالٌ» و إنما قلنا ذلك لأنك لو جعلت الظرف الذي هو فيه وصفا لمسجد لكنت فصلت بين النكرة و صفتها بالخبر الذي هو أحق و قوله «أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيََانَهُ عَلى‌ََ تَقْوى‌ََ مِنَ اَللََّهِ» قال أبو علي القول فيه أنه يجوز أن تكون المعادلة وقعت بين البانيين و يجوز أن يكون بين البنائين فإذا عادلت بين البانيين كان المعنى المؤسس بنيانه متقيا خير أم المؤسس بنيانه غير متق لأن قوله «عَلى‌ََ شَفََا جُرُفٍ» يدل على أن بانيه غير متق لله تعالى و لا خاش له و يجوز أن يقدر حذف المضاف كأنه أبناه من أسس بنيانه متقيا خير أم بناء من أسس بنيانه على شفا جرف و البنيان مصدر أوقع على المبني مثل الخلق إذا عنيت به المخلوق و ضرب الأمير إذا عنيت به المضروب و كذلك نسج اليمن يدلك على ذلك أنه لا يخلو من أن يراد به اسم الحدث أو اسم العين فلا يجوز أن يكون الحدث لأنه إنما يؤسس المبني الذي هو عين و يبين ذلك أيضا قوله «عَلى‌ََ شَفََا جُرُفٍ» و الحدث لا يعلو شفا جرف و الجار في قوله «عَلى‌ََ تَقْوى‌ََ مِنَ اَللََّهِ» و قوله «عَلى‌ََ شَفََا جُرُفٍ هََارٍ» في موضع نصب على الحال تقديره أ فمن أسس بنيانه متقيا خيرا أم من أسس بنيانه غير متق أو معاقبا على بنائه و فاعل انهار البنيان أي انهار البنيان بالباني في نار جهنم لأنه معصية و فعل لما كرهه الله تعالى من الضرار و الكفر و التفريق بين المؤمنين و من أمال «هََارٍ» فقد أحسن لما في الراء من التكرير فكأنك لفظت براءين مكسورتين و بحسب كثرة الكسرات تحسن الإمالة و من لم يمل فلأن ترك الإمالة هو الأصل و قوله «إِلاََّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ» موضع «أَنْ تَقَطَّعَ» نصب تقديره إلا على تقطع قلوبهم غير أن حرف الإضافة يحذف مع أن و لا يحذف مع المصدر و معنى إلا هاهنا حتى لأنه استثناء من الزمان المستقبل و الاستثناء منه منته إليه فاجتمعت مع حتى في هذا الموضع على هذا المعنى.

النزول

قال المفسرون أن بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قبا و بعثوا إلى رسول الله ص أن يأتيهم فأتاهم و صلى فيه فحسدهم جماعة من المنافقين من بني غنم بن عوف فقالوا نبني مسجدا فنصلي فيه و لا نحضر جماعة محمد و كانوا اثني عشر رجلا و قيل خمسة عشر رجلا منهم ثعلبة بن حاطب و معتب بن قشير و نبتل بن الحرث فبنوا مسجدا إلى جنب مسجد قبا فلما فرغوا منه أتوا رسول الله ص و هو يتجهز إلى تبوك فقالوا يا رسول الله أنا قد بنينا مسجدا لذي العلة و الحاجة و الليلة المطيرة و الليلة الشاتية و أنا نحب أن تأتينا فتصلي فيه لنا و تدعو بالبركة فقال ص إني على جناح سفر و لو قدمنا أتيناكم إن شاء الله فصلينا لكم فيه فلما انصرف رسول الله من تبوك نزلت عليه الآية في شأن المسجد

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست