responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 814

(1) - يطلب عورة يمكنه أصابتها فيتحرف عن وجهه و يرى أنه يفر ثم يكر و الحرب كر و فر المسلمين يريدون العود إلى القتال ليستعين بهم «فَقَدْ بََاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اَللََّهِ» أي احتمل غضب الله و استحقه و قيل رجع بغضب من الله «وَ مَأْوََاهُ جَهَنَّمُ» أي مرجعه إلى جهنم «وَ بِئْسَ اَلْمَصِيرُ» و أكثر المفسرين على أن هذا الوعيد خاص بيوم بدر خاصة و لم يكن لهم يومئذ أن ينحازوا لأنه لم يكن يومئذ في الأرض فئة للمسلمين فأما بعد ذلك فإن المسلمين بعضهم فئة لبعض و هو قول أبي سعيد الخدري و ابن عباس في رواية الكلبي و الحسن و قتادة و الضحاك و وردت الرواية عن ابن عمر قال بعثنا رسول الله ص في سرية فلقوا العدو فجاض الناس جيضة و أتينا المدينة فتخبانا بها و قلنا يا رسول الله نحن الفرارون فقال بل أنتم العكارون و أنا فئتكم‌ و قيل إنه عام في جميع الأوقات و إن من فر من الزحف إذا لم يزيدوا على ضعفي المسلمين لحقه الوعيد عن ابن عباس في رواية أخرى و هو قول الجبائي و أبي مسلم ثم نفى سبحانه أن يكون المسلمون قتلوا المشركين يوم بدر فقال‌} «فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لََكِنَّ اَللََّهَ قَتَلَهُمْ» و إنما نفى الفعل عمن هو فعله على الحقيقة و نسبه إلى نفسه و ليس بفعل له من حيث كانت أفعاله تعالى كالسبب لهذا الفعل و المؤدي إليه من إقداره إياهم و معونته لهم و تشجيع قلوبهم و إلقاء الرعب في قلوب أعدائهم و المشركين حتى قتلوا «وَ مََا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لََكِنَّ اَللََّهَ رَمى‌ََ» خطاب للنبي ذكر جماعة من المفسرين كابن عباس و غيره أن جبرائيل (ع) قال للنبي ص يوم بدر خذ قبضة من تراب فارمهم بها فقال رسول الله ص لما التقى الجمعان لعلي أعطني قبضة من حصا الوادي فناوله كفا من حصا عليه تراب فرمى به في وجوه القوم و قال شاهت الوجوه فلم يبق مشرك إلا دخل في عينه و فمه و منخريه منها شي‌ء ثم ردفهم المؤمنون يقتلونهم و يأسرونهم و كانت تلك الرمية سبب هزيمة القوم و قال قتادة و أنس ذكر لنا أن رسول الله ص أخذ يوم بدر ثلاث حصيات فرمى بحصاة في ميمنة القوم و حصاة في ميسرة القوم و حصاة بين أظهرهم و قال شاهت الوجوه فانهزموا فعلى هذا إنما أضاف الرمي إلى نفسه لأنه لا يقدر أحد غيره على مثله فإنه من عجائب المعجزات «وَ لِيُبْلِيَ اَلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاََءً حَسَناً» أي و لينعم عليهم به نعمة حسنة أي فعل ذلك إنعاما على المؤمنين و الضمير في منه راجع إلى النصر أي من ذلك النصر و يجوز أن يكون راجعا إلى الله تعالى «إِنَّ اَللََّهَ سَمِيعٌ» لدعائكم «عَلِيمٌ» بأفعالكم و ضمائركم و إنما

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 814
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست