نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 787
(1) - و قال الجبائي جعل الله انفتاح عيونهم في مقابلتهم نظرا منهم إليهم مجازا لأن النظر تقليب الحدقة الصحيحة نحو المرئي طلبا لرؤيته و ذلك لا يتأتى في الجماد و يقال تناظر الحائطان إذا تقابلا و قيل معناه لا يقبلوا و منه سمع الله لمن حمده «وَ تَرََاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لاََ يُبْصِرُونَ» الحجة يعني مشركي العرب عن الحسن و مجاهد و السدي .
اللغة
قد مر ما قيل في العفو عند قوله «قُلِ اَلْعَفْوَ» في سورة البقرة و العرف ضد النكر و مثله المعروف و العارفة و هو كل خصلة حميدة تعرف صوابها العقول و تطمئن إليها النفوس قال الشاعر:
"لا يذهب العرف بين الله و الناس"
و النزغ الإزعاج بالإغراء و أكثر ما يكون ذلك عند الغضب و أصله الإزعاج بالحركة نزغه ينزغه نزغا و قيل النزغ الفساد و منه نزغ الشيطان بيني و بين إخوتي أي أفسد قال الزجاج النزغ أدنى حركة تكون و من الشيطان أدنى وسوسة .
المعنى
لما أمر الله سبحانه نبيه (ص) بالدعاء إليه و تبليغ رسالته علمه محاسن الأفعال و مكارم الأخلاق و الخصال فقال «خُذِ اَلْعَفْوَ» أي خذ يا محمد ما عفا من أموال الناس أي ما فضل من النفقة و كان رسول الله (ص) يأخذ الفضل من أموالهم ليس فيها شيء موقت ثم نزلت آية الزكاة فصار منسوخا بها فإن هذه السورة مكية عن ابن عباس و السدي و الضحاك و قيل معناه خذ العفو من أخلاق الناس و أقبل الميسور منها عن مجاهد و الحسن و معناه أنه أمره بالتساهل و ترك الاستقصاء في القضاء و الاقتضاء و هذا يكون في الحقوق الواجبة لله و للناس و في غيرها و هو في معنى الخبر المرفوع أحب الله عبدا سمحا بائعا و مشتريا قاضيا و مقتضيا و قيل هو العفو في قبول العذر من المعتذر و ترك المؤاخذة بالإساءة و روي أنه لما نزلت هذه الآية سأل رسول الله ص جبرائيل عن ذلك فقال لا أدري حتى أسأل العالم ثم أتاه فقال يا محمد إن الله يأمرك أن تعفو عمن ظلمك و تعطي من حرمك و تصل من قطعك«وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ» يعني بالمعروف و هو كل ما حسن في العقل فعله أو في الشرع و لم يكن منكرا و لا قبيحا عند العقلاء و قيل بكل خصلة
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 787