نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 776
(1) - أقواله و أفعاله فيعلموا أنه ص ليس بمجنون إذ ليس في أقواله و أفعاله ما يدل على الجنون و تم الكلام عند قوله «أَ وَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا» ثم ابتدأ فقال «مََا بِصََاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ» أي ليس به جنون و ذلك أن رسول الله ص صعد الصفا و كان يدعو قريشا فخذا فخذا إلى توحيد الله و يخوفهم عذاب الله
فقال المشركون إن صاحبهم قد جن بات ليلا يصوت إلى الصباح فأنزل الله هذه الآية عن الحسن و قتادة «إِنْ هُوَ إِلاََّ نَذِيرٌ مُبِينٌ» أي ما هو إلا معلم موضع المخافة ليتقى و لموضع الأمن ليجتبى و معنى مبين بين أمره و قيل مبين لهم عن الله أمره فيهم ثم قال} «أَ وَ لَمْ يَنْظُرُوا» معناه أ و لم يتفكروا «فِي مَلَكُوتِ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» و عجيب صنعهما فينظروا فيها نظر المستدل المعتبر فيعترفوا بأن لهما خالقا مالكا و يستدلوا بذلك عليه «وَ مََا خَلَقَ اَللََّهُ مِنْ شَيْءٍ» أي و ينظروا فيما خلق الله من أصناف خلقه فيعلموا بذلك أنه سبحانه خالق جميع الأجسام فإن في كل شيء خلق الله عز و جل دلالة واضحة على إثباته و توحيده «وَ أَنْ عَسىََ أَنْ يَكُونَ قَدِ اِقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ» أي أو لم يتفكروا و ينظروا في أن عسى أن يكون قد قرب أجلهم و هو أجل موتهم فيدعوهم ذلك إلى أن يحتاطوا لدينهم و لأنفسهم مما يصيرون إليه بعد الموت من أمور الآخرة و يزهدوا في الدنيا و فيما يطلبونه من فخرها و شرفها و عزها و معناه لعل أجلهم قريب و هم لا يعلمون «فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ» أي بعد القرآن «يُؤْمِنُونَ» مع وضوح الدلالة على أنه كلام الله المعجز إذ لم يقدر أحد منهم أن يأتي بسورة مثله و سماه حديثا لأنه محدث غير قديم «مَنْ يُضْلِلِ اَللََّهُ فَلاََ هََادِيَ لَهُ» قد ذكرنا معناه «و نذرهم في طغيانهم يعمهون» معناه و نتركهم في ضلالتهم يتحيرون و العمة في القلب كالعمى في العين.
اللغة
أيان معناه متى و هو سؤال عن الزمان على وجه الظرف للفعل قال الشاعر:
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 776