responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 772

772

(1) - لَهُمْ عَدُوًّا و إنما التقطوه ليكون لهم قرة عين كما قالت امرأة فرعون قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَ لَكَ و مثله قول الشاعر:

و أم سماك فلا تجزعي # فللموت ما تلد الوالدة

و قول الآخر:

و للموت تغذو الوالدات سخالها # كما لخراب الدهر تبنى المساكن‌

و قول الآخر:

أموالنا لذوي الميراث نجمعها # و دورنا لخراب الدهر نبنيها

و قول الآخر:

يا أم وجرة بعد الوجد و اعترفي # فكل والدة للموت ما تلد

قال علي بن عيسى هي لام الإضافة تذكر مرة على معنى العلة و مرة على معنى شبه العلة.

المعنى‌

لما بين سبحانه أمر الكفار و ضرب لهم الأمثال عقبه ببيان حالهم في المصير و المال فقال «وَ لَقَدْ ذَرَأْنََا» أي خلقنا «لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ» يعني خلقناهم على أن عاقبتهم المصير إلى جهنم بكفرهم و إنكارهم و سوء اختيارهم و يدل على هذا المعنى قوله سبحانه‌ وَ مََا خَلَقْتُ اَلْجِنَّ وَ اَلْإِنْسَ إِلاََّ لِيَعْبُدُونِ فأخبر أنه خلقهم للعبادة فلا يجوز أن يكون خلقهم للنار و قوله‌ وَ مََا أَرْسَلْنََا مِنْ رَسُولٍ إِلاََّ لِيُطََاعَ بِإِذْنِ اَللََّهِ وَ لَقَدْ صَرَّفْنََاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا في نظائر لذلك لا تحصى و المراد في الآية كل من علم الله تعالى أنه لا يؤمن و يصير إلى النار «لَهُمْ قُلُوبٌ لاََ يَفْقَهُونَ بِهََا» الحق لأنهم لا يتدبرون أدلة الله تعالى و بيناته «وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لاََ يُبْصِرُونَ بِهََا» الرشد «وَ لَهُمْ آذََانٌ لاََ يَسْمَعُونَ بِهََا» الوعظ لأنهم يعرضون عن جميع ذلك إعراض من ليست له آلة الإدراك و قد مر تفسيره في سورة البقرة عند قوله‌ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ الآية «أُولََئِكَ كَالْأَنْعََامِ» أي هؤلاء الذين لا يتدبرون آيات الله و لا يستدلون بها على وحدانيته و صدق أنبيائه أشباه الأنعام و البهائم التي لا تفقه و لا تعلم «بَلْ هُمْ أَضَلُّ» من البهائم فإنها إذا زجرت انزجرت و إذا أرشدت إلى طريق اهتدت و هؤلاء لكفرهم و عتوهم لا يهتدون إلى شي‌ء من الخيرات مع ما ركب الله فيهم من العقول الدالة على الرشاد الصارفة عن الفساد و لم يذكر بل هاهنا للرجوع عن الأول و لكن للإضراب عنه مع بقائه و قيل إنما قال بل هم أضل من الأنعام لأن الأنعام لم تعط آلة المعرفة و التمييز فلا تلحقها المذمة و هؤلاء أعطوا آلة المعرفة و التمييز فضيعوها و لم ينتفعوا بهاو لأن الأنعام و إن لم تكن مطيعة لم تكن عاصية

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 772
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست