responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 760

(1) -

الإعراب‌

«وَ مِنْهُمْ دُونَ ذََلِكَ» دون في موضع الرفع بالابتداء و لكنه جاء منصوبا لتمكنه في الظرفية و مثله على قول أبي الحسن لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ هو في موضع الرفع فجاء منصوبا لهذا المعنى و كذلك في قوله‌ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ بين في موضع رفع لقيامه مقام الفاعل و إن شئت كان التقدير و منهم جماعة دون ذلك فحذف الموصوف و قامت صفته مقامه.

المعنى‌

ثم خاطب سبحانه النبي فقال «وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ» معناه و اذكر يا محمد إذ أذن و أعلم ربك فإن تأذن و أذن بمعنى و قيل معناه تألى ربك أي أقسم القسم الذي يسمع بالأذن و قيل معناه قال ربك عن ابن عباس «لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ» أي على اليهود «إِلى‌ََ يَوْمِ اَلْقِيََامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ اَلْعَذََابِ» أي من يذيقهم و يوليهم شدة العذاب بالقتل و أخذ الجزية منهم و المعني به أمة محمد ص عند جميع المفسرين و هو المروي عن أبي جعفر (ع) و هذا يدل على أن اليهود لا تكون لهم دولة إلى يوم القيامة و لا عز و أما معنى البعث هاهنا فهو الأمر و الإطلاق و المعونة و قيل معناه التخلية و إن وقع على وجه المعصية كقوله سبحانه‌ «أَنََّا أَرْسَلْنَا اَلشَّيََاطِينَ عَلَى اَلْكََافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا» «إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ اَلْعِقََابِ» لمن يستوجبه على الكفر و المعصية «وَ إِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» ظاهر المعنى و إنما قال سريع العقاب و إن كان العقاب مؤخرا إلى يوم القيامة لأن كل آت فهو قريب و قيل معناه سريع العقاب لمن شاء أن يعاقبه في الدنيا} «وَ قَطَّعْنََاهُمْ فِي اَلْأَرْضِ أُمَماً» معناه و فرقناهم في البلاد فرقا مختلفة و جماعات شتى يعني اليهود عن ابن عباس و مجاهد و إنما فرقهم بأن فرق دواعيهم حتى افترقوا في البلاد و تفرقهم ذل لهم بمنزلة أخذ الجزية لأنهم لا يتعاونون و لا يتناصرون‌و قيل إنه فرقهم لما علم سبحانه من الصلاح لهم في دينهم فصلح فريق و عصى فريق ثم أخبر سبحانه عنهم فقال «مِنْهُمُ اَلصََّالِحُونَ» أي من هؤلاء الصالحون يعني من بني إسرائيل و هم الذين يؤمنون بالله و رسله و يطيعونه «وَ مِنْهُمْ دُونَ ذََلِكَ» أي دون الصالح في الدرجة و المنزلة و هم الذين امتثلوا بعض الأوامر دون بعض و عملوا بعض المعاصي و إنما وصفهم بما كانوا عليه قبل ارتدادهم و كفرهم و ذلك قبل أن يبعث فيهم عيسى (ع) و قيل معناه منهم المؤمنون بمحمد و عيسى ع و منهم الكافرون عن عطاء و مجاهد «وَ بَلَوْنََاهُمْ بِالْحَسَنََاتِ وَ اَلسَّيِّئََاتِ» معناه اختبرناهم بالرخاء في العيش و الخفض في الدنيا و الدعة و السعة في الرزق بالشدائد في العيش و المصائب في الأنفس و الأموال فكأنه قال بلوناهم بالنعم و النقم و الرخاء و الشدة فإن‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 760
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست