responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 736

(1) - المراد سأصرف عن إبطال آياتي و المنع من تبليغها هؤلاء المتكبرين بالإهلاك أو المنع من غير إهلاك فلا يقدرون على القدح فيها و لا على قهر مبلغيها و لا على منع المؤمنين من اتباعها و الإيمان بها و هو نظير قوله‌ «وَ اَللََّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ اَلنََّاسِ» و يكون الآيات في هذا الوجه القرآن و ما جرى مجراه من كتب الله التي تحملتها الأنبياء ع و يكون قوله «ذََلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيََاتِنََا» على هذا متعلقا أيضا بقوله «وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ اَلرُّشْدِ» إلى ما بعده و معنى قوله «اَلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي اَلْأَرْضِ» أي يرون لأنفسهم فضلا على الناس و حقا ليس لغيرهم مثله فيحملهم ذلك على ترك اتباع الأنبياء أنفة من الانقياد لهم و القبول منهم و قوله «بِغَيْرِ اَلْحَقِّ» تأكيد و بيان أن التكبر لا يكون إلا بغير الحق كقوله‌ «وَ يَقْتُلُونَ اَلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ اَلْحَقِّ و قد مضى ذكر أمثاله «وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ» أي كل حجة و دلالة تدل على توحيد الله و صحة نبوة أنبيائه «لاََ يُؤْمِنُوا بِهََا» هذا إخبار من الله تعالى عن هؤلاء بعلمه فيهم أنهم لا يؤمنون به و بكتبه و رسله و بيان أنه إنما صرفهم عن آياته لذلك «وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ اَلرُّشْدِ لاََ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً» يعني إن يروا طريق الهدى و الحق لا يتخذوه طريقا لأنفسهم «وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ اَلغَيِّ» أي طريق الضلال «يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً» أي طريقا لأنفسهم و يميلون إليه و قيل الرشد الإيمان و الغي الكفر و قيل الرشد كل أمر محمود و الغي كل أمر قبيح مذموم «ذََلِكَ» إشارة إلى صرفهم عن الآيات و قيل إشارة إلى اتخاذهم طريق الغي و ترك طريق الرشد و تقديره أمرهم ذلك «بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيََاتِنََا» أي بحججنا و معجزات رسلنا «وَ كََانُوا عَنْهََا غََافِلِينَ» أي لا يتفكرون فيها و لا يتعظون بها و المراد بالغفلة هنا التشبيه لا الحقيقة مثل قوله سبحانه‌ «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ و ذلك أنهم لما أعرضوا عن الانتفاع بالآيات و التأمل فيها أشبهت حالهم حال من كان غافلا ساهيا عنها ثم بين سبحانه وعيد المكذبين فقال‌} «وَ اَلَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيََاتِنََا وَ لِقََاءِ اَلْآخِرَةِ» يعني القيامة و البعث و النشور «حَبِطَتْ أَعْمََالُهُمْ» التي عملوها و لا يستحقون بها مدحا و لا ثوابا لأنها وقعت على خلاف الوجه المأمور به فصارت بمنزلة ما لم يعمل «هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاََّ مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» صورته صورة الاستفهام و المراد به الإنكار و التوبيخ و معناه ليس يجزون إلا ما عملوه‌إن خيرا فخيرا و إن شرا فشرا.

النظم‌

قيل في وجه اتصال الآية بما قبلها وجوه (أحدها) أنه تقدم ذكر المعجزات و ما رام فرعون من إبطالها فبين سبحانه بقوله «سَأَصْرِفُ عَنْ آيََاتِيَ» أنه يمنع عن إبطال المعجزات فيتصل بما تقدم من قصة موسى و فرعون (و ثانيها) أنه لما تقدم ذكر معجزات‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 736
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست