responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 731

(1) - الجسم لا يجوز أن يكون غنيا و لا عالما بجميع المعلومات لا بد في العلم بصحة السمع من ذلك فلا يقع بجوابه انتفاع و لا علم و قال بعض العلماء إنه كان يجوز أن يسأل موسى لقومه ما يعلم استحالته أيضا و إن كان دلالة السمع لا تثبت قبل معرفته متى كان في المعلوم أن في ذلك صلاحا للمكلفين في دينهم غير أنه شرط أن يبين النبي في مسألته ذلك علمه باستحالة ما سأل عنه و أن غرضه في السؤال ورود الجواب ليكون لطفا (و ثانيها) أنه (ع) لم يسأل الرؤية بالبصر و لكن سأله أن يعلمه نفسه ضرورة بإظهار بعض أعلام الآخرة التي تضطره إلى المعرفة فتزول عنه الدواعي و الشكوك و يستغني عن الاستدلال فخفف المحنة عليه بذلك كما سأل إبراهيم (ع) رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ اَلْمَوْتى‌ََ طلبا لتخفيف المحنة وقد كان عرف ذلك بالاستدلال و السؤال و إن وقع بلفظ الرؤية فإن الرؤية يفيد العلم كما تفيد العلم الإدراك بالبصر فبين الله سبحانه له أن ذلك لا يكون في الدنيا عن أبي القاسم البلخي (و ثالثها) أنه سأله الرؤية بالبصر على غير وجه التشبيه عن الحسن و الربيع و السدي و ذلك لأن معرفة التوحيد تصح مع الجهل بمسألة الرؤية و معرفة السمع تصح أيضا معه و هذا ضعيف لأن الأمر و إن كان على ما ذكروه فإن الأنبياء لا يجوز أن يخفى عليهم مثل هذا مع جلالة رتبتهم و علو درجتهم «قََالَ لَنْ تَرََانِي» هذا جواب من الله تعالى و معناه لا تراني أبدا لأن لن ينفي على وجه التأبيد كما قال‌ وَ لَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً و قال‌ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبََاباً وَ لَوِ اِجْتَمَعُوا لَهُ «وَ لََكِنِ اُنْظُرْ إِلَى اَلْجَبَلِ فَإِنِ اِسْتَقَرَّ مَكََانَهُ فَسَوْفَ تَرََانِي» علق رؤيته باستقرار الجبل الذي علمنا أنه لم يستقر و هذه طريقة معروفة في استبعاد الشي‌ء لأنهم يعلقونه مما يعلم أنه لا يكون و متى قيل إنه لو كان الغرض بذلك التبعيد لعلقه سبحانه بأمر يستحيل كما علق دخول الجنة بأمر مستحيل من ولوج الجمل في سم الخياط فجوابه أنه سبحانه علق جواز الرؤية باستقرار الجبل في تلك الحال التي جعله فيها دكا و ذلك مستحيل لما فيه من اجتماع الضدين‌ «فَلَمََّا تَجَلََّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ» أي ظهر أمر ربه لأهل الجبل فحذف و المعنى أنه سبحانه أظهر من الآيات ما استدل به من كان عند الجبل على أن رؤيته غير جائزة و قيل معناه ظهر ربه بآياته التي أحدثها في الجبل لأهل الجبل كما يقال الحمد لله الذي تجلى لنا بقدرته فكل آية يجددها الله سبحانه فكأنه يتجلى للعباد بها فلما أظهر الآية العجيبة في الجبل صار كأنه ظهر لأهله و قيل أن تجلى بمعنى جلى كقولهم حدث و تحدث و تقديره جلى ربه أمره للجبل أي أبرز في ملكوته للجبل ما تدكدك به و يؤيده‌ ما جاء في الخبر أن الله تعالى أبرز من العرش مقدار الخنصر فتدكدك به‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 731
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست