responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 698

(1) - بالأول الذي يمكن أن يكون و يمكن أن لا يكون كقولك إن آمن هذا الكافر استحق الجواب و هذا مقدور و ليس كذلك لو لأنها قد تدخل على ما لا يمكن أن يكون كقولك لو كان الجسم سليما لاستغنى عن صانع و إنما فتحت أن بعد لو لأنها وقعت في الموضع الذي يختص بالفعل فإن لو ليس يدخل إلا على الفعل و أن مع اسمها و خبرها في تأويل اسم مفرد فيكون تقديره لو وقع أن أهل القرى آمنوا فيكون أن مع ما بعدها في موضع رفع بالفعل المقدر بعد لو و إنما دخلت همزة الاستفهام على حرف العطف من قوله «أَ فَأَمِنَ» «أَ وَ أَمِنَ» مع أن الاستفهام للاستئناف و العطف بخلافه لأنهما إنما يتنافيان في المفرد لأن الثاني إذا عمل فيه الأول كان من الكلام الأول و الاستئناف قد أخرجه من أن يكون منه و أما في عطف جملة على جملة فيصح لأنه على استئناف جملة بعد جملة.

المعنى‌

ثم بين سبحانه أن كل من أهلكه من الأمم المتقدم ذكرهم إنما أتوا في ذلك من قبل نفوسهم فقال‌ «وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ اَلْقُرى‌ََ» التي أهلكناها بسبب جحودهم و عنادهم «آمَنُوا» و صدقوا رسلنا «وَ اِتَّقَوْا» الشرك و المعاصي «لَفَتَحْنََا عَلَيْهِمْ بَرَكََاتٍ» أي خيرات نامية «مِنَ اَلسَّمََاءِ» بإنزال المطر «وَ» من «اَلْأَرْضِ» بإخراج النبات و الثمار كما وعد نوح بذلك أمته فقال‌ يُرْسِلِ اَلسَّمََاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرََاراً الآيات و قيل بركات السماء إجابة الدعاء و بركات الأرض تيسير الحوائج «وَ لََكِنْ كَذَّبُوا» الرسل «فَأَخَذْنََاهُمْ بِمََا كََانُوا يَكْسِبُونَ» من المعاصي و المخالفة و تكذيب الرسل فحبسنا السماء عنهم و أخذناهم بالضيق عقوبة لهم على فعلهم «أَ فَأَمِنَ أَهْلُ اَلْقُرى‌ََ» المكذبون لك يا محمد «أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنََا» أي عذابنا «بَيََاتاً» ليلا «وَ هُمْ نََائِمُونَ» في فرشهم و منازلهم كما أتى المكذبين قبلهم‌} «أَ وَ أَمِنَ أَهْلُ اَلْقُرى‌ََ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنََا ضُحًى» أي عذابنا نهارا عند ارتفاع الشمس «وَ هُمْ يَلْعَبُونَ» أي و هم في غير ما ينفعهم أو يعود عليهم بنفع فإن من اشتغل بدنياه و أعرض عن آخرته فهو كاللاعب و المعني بأهل القرى كل أهل قرية يقيم على معاصي الله في كل وقت و زمان و إن نزلت بسبب أهل القرى الظالم أهلها المشركين في زمن النبي ص و إنما خص سبحانه هذين الوقتين لأنه أراد أنه لا يجوز لهم أن يأمنوا ليلا و لا نهارا عن الحسن } «أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اَللََّهِ» أي أ فبعد هذا كله أمنوا عذاب الله أن يأتيهم من حيث لا يشعرون عن الجبائي قال دخلت الفاء للتعقيب و سمي العذاب مكرا لنزوله بهم من حيث لا يعلمون كما أن المكر ينزل بالممكور به من جهة الماكر من حيث لا يعلمه و قيل إن مكر الله استدراجه إياهم بالصحة و السلامة و طول‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 698
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست