نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 659
(1) - استقام أن تقول زيد مضروب.
اللغة
قد بينا معنى الاستواء في سورة البقرة عند قوله ثُمَّ اِسْتَوىََ إِلَى اَلسَّمََاءِ و العرش السرير و منه وَ لَهََا عَرْشٌ عَظِيمٌ و العرش الملك يقال ثل عرشه و العرش السقف و منه قوله وَ هِيَ خََاوِيَةٌ عَلىََ عُرُوشِهََا و الحثيث السير السريع بالسوق و أصل البركة الثبات و منه براكاء القتال .
الإعراب
قوله «حَثِيثاً» يجوز أن يكون حالا من الفاعل أو المفعول أو منهما جميعا و مثله قوله فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهََا تَحْمِلُهُ فإن تحمله كذلك و مثله قول الشاعر:
متى ما تلقني فردين ترجف # روانف أليتيك و تستطارا.
المعنى
لما ذكر سبحانه الكفار و عبادتهم غير الله سبحانه احتج عليهم بمقدوراته و مصنوعاته و دلهم بذلك على أنه لا معبود سواه فقال مخاطبا لجميع الخلق «إِنَّ رَبَّكُمُ اَللََّهُ» أي إن سيدكم و مالككم و منشئكم و محدثكم هو الله «اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمََاوََاتِ» أي أنشأ أعيانها و أبدعها لا من شيء و لا على مثال ثم أمسكها بلا عماد يدعمها «وَ اَلْأَرْضَ» أي و أنشأ الأرض أوجدها كذلك «فِي سِتَّةِ أَيََّامٍ» أي في مقدار ستة أيام من أيام الدنيا و لا شبهة أنه سبحانه يقدر على خلق أمثال ذلك في لحظة و لكنه خلقهما في هذه المدة لمصلحة و رتبهما على أيام الأسبوع فابتدأ بالأحد و الإثنين و الثلاثاء و الأربعاء و الخميس و الجمعة فاجتمع له الخلق يوم الجمعة فلذلك سمي الجمعة عن مجاهد و قيل إن ترتيب الحوادث على إنشاء شيء بعد شيء على ترتيب أدل على كون فاعله عالما مدبرا يصرفه على اختياره و يجريه على مشيئته و قيل إنه سبحانه علم خلقه التثبت و الرفق في الأمور عن سعيد بن جبير «ثُمَّ اِسْتَوىََ عَلَى اَلْعَرْشِ» أي استوى أمره على الملك عن الحسن يعني استقر ملكه و استقام بعد خلق السماوات و الأرض فظهر ذلك للملائكة و إنما أخرج هذا على المتعارف من كلام العرب كقولهم استوى الملك على عرشه إذا انتظمت أمور مملكته و إذا اختل أمر ملكه قالوا ثل عرشه و لعل ذلك الملك لا يكون له سرير و لا يجلس على سرير أبدا قال الشاعر:
إذا ما بنو مروان ثلت عروشهم # و أودت كما أودت أياد و حمير
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 659