responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 648

(1) - يصدر من جهته التدبير و الرأي و منه قيل للرئيس صدر و الجريان انحدار المائع فالماء يجري و الدم يجري و كل ما يصح أن يجري فهو مائع و النهر الواسع من مجاري الماء و منه النهار لاتساع ضيائه و النداء الدعاء بطريقة يا فلان .

الإعراب‌

«لاََ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاََّ وُسْعَهََا» جملة في موضع رفع بأنه خبر «اَلَّذِينَ آمَنُوا» و حذف العائد إلى المبتدأ فكأنه قيل منهم لا من غيرهم نحو قولهم السمن منوان بدرهم أي منوان منه و يجوز أن يكون اعتراضا ما بين المبتدأ و الخبر و يكون الخبر الجملة التي هي «أُولََئِكَ أَصْحََابُ اَلْجَنَّةِ» و إذا كان اعتراضا فلا موضع له من الإعراب و «أَنْ تِلْكُمُ اَلْجَنَّةُ» يجوز أن يكون أن بمعنى أي لتفسير النداء فيكون المعنى نودوا على وجه التهنئة بكلام هذا معناه و يجوز أن يكون مخففة من الثقيلة و الهاء مضمرة و التقدير بأنه تلكم الجنة قال الشاعر:

أكاشره و أعلم أن كلانا # على ما ساء صاحبه حريص.

ـ

المعنى‌

لما تقدم وعيد الكفار بالخلود في النيران أتبع ذلك بالوعد للمؤمنين بالخلود في الجنان فقال «وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا» أي صدقوا بآيات الله و اعترفوا بها و لم يستكبروا عنها «وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ» أي ما أوجبه الله عليهم أو ندبهم إليه «لاََ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاََّ وُسْعَهََا» التكليف من الله سبحانه هو إرادة ما فيه المشقة من الكلفة التي هي المشقة أي لا نلزم نفسا إلا قدر طاقتها و ما دونها لأن الوسع دون الطاقة و وجه اتصاله بما قبله بين إذا جعلته خبرا لأن معناه لا نكلف أحدا منهم من الطاعات إلا ما يقدر عليه و إذا كان اعتراضا بين الكلامين فكأنه لما وعد المؤمنين بالجنان و الكافرين بالنيران بين أنه لا يكلف أحدا منهم إلا ما في وسعه و أن من استحق النار فمن نفسه أتي «أُولََئِكَ أَصْحََابُ اَلْجَنَّةِ هُمْ فِيهََا خََالِدُونَ» مقيمون «وَ نَزَعْنََا مََا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ» أي و أخرجنا ما في قلوبهم من حقد و حسد و عداوة في الجنة حتى لا يحسد بعضهم بعضا و إن رآه أرفع درجة منه «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ اَلْأَنْهََارُ» قيل أنه في موضع الحال أي يجري ماء الأنهار من تحت أبنيتهم و أشجارهم في حال نزعنا الغل من صدورهم و قيل هو استئناف «وَ قََالُوا اَلْحَمْدُ لِلََّهِ اَلَّذِي هَدََانََا لِهََذََا» أي هدانا للعمل الذي استوجبنا به هذا الثواب بأن دلنا عليه و عرضنا له بتكليفه إياناو قيل معناه هدانا لثبوت الإيمان في قلوبنا و قيل لنزع الغل من صدورنا و قيل هدانا لمجاوزة الصراط و دخول الجنة «وَ مََا كُنََّا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 648
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست